لقد قتلوا الحلم فيهم

تري فيم كان يفكر وهو يمشي متثاقلا خارجا من بيته المتواضع في تلك القريه المنسيه التي يزخر بامثالها ريفنا الحبيب من شمال مصر الي جنوبها

تري أكان يفكر في امه العجوز وابيه الشيخ الذي يضطر الي تركهما في كبرهما بعد أن ساءت الظروف ولم يعد هناك ما يستطيع ان يقيم بهما اودهما هما واخوته فضلا عن التفكير في ان يصبح له بيت وزوجه واطفال كما يتمني

لا أعرف بالضبط فيما كان يفكر ولكنك تستطيع ان تري نفس النظره الساهمه والوجه الحزين علي وجه جاره الذي خرج هو الاخر لينطلقا معا الي مجهول لا يعرفان عنه شئ وقد ترك هو الاخر زوجه واطفال ليس لهم الا الله

بالفعل لا أعرف بالضبط فيما كانا يفكران ولكن من السهل ان تتوقع ما كان فيه هذين من خوف ورعب وترقب لمجهول يتوقعان للاسف دائما انه ليس سعيد

من الغريب ان نفس النظره ونفس الكابه ارتسمت علي وجوه مائه واربعه وثمانين اخرين من شباب ورجال مصر من قريتي شدوه وكفر العرب بنفس الظروف خرجوا لنفس الهدف تاركين ورائهم أهليهم وقد أخذوا معهم كل ما يملكونه من مال في سبيل رحله يتوهون فيها وراء سراب تحقيق ما قد يئسوا منه في بلدهم

أنا أعتقد أنهم كانوا يعرفون أن احتمال ضياعهم في ظلمات البحر وارده وبقوه وهم يسمعون عن أنباء أبناء الدول الافريقيه المتنازعه الذين يغرقون كل يوم في بحر لا يرحم في سبيل وهم لا يتحقق

ومع ذلك انطلقوا

لقد قتل هؤلاء مليون مره قبل ان يلتهمهم البحر بل ان البحر كان أرحم بهم فهو عندما قتلهم لم يعذبهم ورزقهم باذن الله شهاده تعوضهم عما حدث لهم أما في بلدنا الجميله فكانوا يقتلون في اليوم الاف المرات

فتحولوا

لجثث تمشي, جثث فقدت الحلم وضاع منهم الامل حيث وجدوه مصلوبا علي يافطات الحزب الوطني واستمر يا مبارك نحن معك

لقد فقدوا كل شئ ومع ذلك لم يثوروا وفضلوا رحله للمجهول بلا هدف وبلا يقين في النجاه علي أن يأخذوا حقهم في بلادهم ويستردوا بلادهم من الحزب الوثني المغتصب

لماذا فضلوا الهروب ماداموا هم في كل الاحوال لم يعد لديهم ما يخسرونه؟ عجزت عن الحصول علي اجابه ولكن للاسف هذا ما يراهن عليه مغتصب البلاد أن أهلها سيفضلون الهروب عن المواجهه

وماذا جنوه من شيوخ السلطه غير أنهم اعتبروهم ليسوا بشهداء علي أساس أنهم طامعين تركوا الجنان والخيروالملك والسلطه وفضلوا أن يكونوا عشاء دسم للأسماك

وماذا جنوه غير القبض علي صاحب وكالة السفريات الذي سفرهم وتركوا المجرم الاكبر الذي أوصلهم لما هم فيه

حسبي الله ونعم الوكيل

بل هم شهداء غصبا عن من أسمي نفسه رئيس ولا أطيق ان أذكر اسمه

وغصبا عن زبانية الفساد حوله

وغصبا عن شيوخ باعوا دينهم بدنياهم فأتمني لهم لهب جهنم

وعلي الصعيد الاخر

قد أقام تامر العبد خريج ادارة اعمال فندق خاص للكلاب الفاخره في المنصوريه فيه حمامات سباحه وحدائق للترفيه عن الكلاب حتي لا يصابوا بالاكتئاب والليله بخمس وأربعون جنيها فقط الخبر في ملحق النهارده اجازه بأخبار اليوم ليوم السبت الماضي

بسرعه عشان الفندق كومبليت

بالاضافه الي انه في فرصه ذهبيه للراغبات في التألق علي شواطئ مارينا هناك مايوهات بكيني تباع بأرقي مولات القاهره المايوه الواحد بخمس عشرة ألف جنيه الرقم صحيح والخبر كان في الاهرام يا بلاااااااااااااااااش

بالله عليكم لا يمكن أن نظل صامتين في ظل هذه الماساه يجب ان نفعل لهم شئ ونحاول جمع تبرعات لأهليهم الذين فقدوا العائل والاموال وكل شئ

لقد عرضت الامر علي البعض فقالوا لي أن هناك من هم أولي منهم ولست أعرف أحد أولي من الذين في هذه الظروف

بالله عليكم هذه نكبه وطنيه أن يغرق أخواتنا في غياهب البحر ثم لا نساعد أهليه

أرجوكم نريد أن نساعدهم ونقف بجانبهم فلنطلق حمله لجمع التبرعات لهم أو أي شئ ترونه مناسبا المهم ألا نقف صامتين نري المشاهد الجنائزيه بعينين خرساوتين وقلب لا يشعر

لا أعرف ماذا أقول فقد ضاق الصدر وعجز اللسان ولم ينطلق القلم وأسكتت أصوات الحق وأصبح ضجيج الظلم فوق كل احتمال