Monday, February 1, 2010

فلسفة الوقت

أنت من طلبت الاجابات .. ولم تجد سواي تسأله
فأقبل فلسفتي أو أرفضها
لكن قبل أن أعرضها عليك أنبئك بالأعراض ..ستسمم روحك وسيمقتها هدوءك
وستجد نفسك مابين جنة الجنون وجحيم الانتحار
.....
أنت أخترت
فلا تلمني
......
حين تفكر ياصديق مليا في "شادي" ...تدرك كم كان الوقت خادعا ... أضاع شادي وكأنه ذاب في الهواء ثم جعلنا نحتار ونتساءل هل يمكن أن يعود واذا عاد أفلا يجب أن ننتظره .. يالهذا الوقت كبلنا في مصيدة الفضول وشرك الانتظار
وللانتظار اشتهاء

وحين تفكر مليا في الوقت .. تدرك كم كان شادي بارعا .. أستطاع أن يقهر الوقت ثم كسر دائرة الاحتمالات لتصبح بلاحدود ,بلاملامح , بلا سمات الا ما قد زرعه فينا شادي من خيال

من أين "شادي " جاء والي أين ذهب وكيف كانت طريقة الانتهاء
لانعرف

فقط نعرف انه سيظل نضرا .. صغيرا .. كأعز الأشياء علينا وأحب الذكريات
فقط نعرف أننا ربما ننسي كل شئ لكن لن ننسي شادي
وسننطلق دوما في التفكير هل مات أم هل عاش ولو كان حيا فكيف هو وعلي أي حال
لن نعرف أيضا
لن نعرف أي شئ وعلي قصر تواجده في الحياه فقد صنع وجوده الذي لم يستطع الوقت أن يسيطر عليه كباقي الظانين انهم بطول تواجدهم في الحياه قد هزموه
متي يفهموا أن العمر نفسه ينطبق عليه مبادئ الفيزياء
الكيف وليس الكم

هؤلاء المساكين لايعرفون انهم فقط أعطوا الوقت فرصه أعظم ليسوي بذكراهم أرض المعركه ويساوي الاصدقاء بالأعداء

أفلت "شادي" مثل "الدره" من قبضة الوقت المستعبده... فلم الحزن ..ولم ارتداء مسوح سوداء كأشباح الليل نتباكي عليهم ونحن الأحق بالرثاء

أعلم ياصديق
هي فلسفه معقده
لكن باطنها فيه الرحمه وظاهرها هو العذاب

دعني أفسر ياصديق بعضا من خيوط الأحجيه قبل أن يدهمنا مالايرحم فنتفرق ولا نعلم متي يمكن أن نجتمع من جديد وغالبا لن يسمح لنا بالاجتماع

أولا ان أنت أمنت اننا في صراع
وأن هذا الوقت خلق معنا في بوتقه واحده متنافرة الهدف متجاذبة الوجود ستستطيع فهم الفلسفه

فهو خلق ليقتات علينا ونحن نصنع أساطيرنا من محاولات البقاء حتي بعد انتهاء العمر الافتراضي الأرضي
وهنا مربط الفرس وحل المعضله
نحن وهو ضدان , عدوان في معركه
نحاول الحفر ويسعي للردم
نقاوم التقادم طالبين بعض التمهل ربما نحقق شئ وهو يدفعنا بسرعه جنونيه حتي ينفذ منا الوقود

ومن هنا تنبع الأسئله وعلي قدر براعة السؤال ربما نكون أقدر علي ادارة المعركه

وأول الأسئله في الكتاب القديم

أين نحن من الوقت
بل ماذا نساوي في معادلة الوقت السرمديه

أرد عليك أسفه نحن اللعبه والملهاه وهدف وجوده ووجبة الغذاء والتسليه

كيف كان سيستمتع الوقت بدون ذرات ذواتنا الدقيقه المحبوسه بين عقارب الساعات , متدليه من أبراجها الضبابيه , مشبوحه علي سواريها السوداء

نحن معه الأضداد وبالضد يظهر المعني وتشتد المنافسه ويكون هناك ثمن للعناء
الوقت يعد نفسه نهر الوجود ومانحن الا شوائب بسيطه تعكر صفو روافده الواثقه الغنيه
الوقت هو صاحب الكلمه الأولي والأخيره في كل المعارك الطفوليه وأهازيج النصر والخساره وادعاءات البطوله الوهميه

تتدبر الكلام ..تغلق عينيك في تركيز
الا اني لا أمهلك فيجب ياصديق أن تسألني عن الوقت و ماهيته فهذا سؤال جوهري منذ العهود الباليه

ولاتتحجج بالحجه القديمه "وهل عرف الانسان نفسه ليعرف الوقت "
فما نحن ياصديق الا الشراب المختمر المبذول من ثمرته

فهيا أجبني ماذا نحن بدون الوقت .. هو يصنع ذكرنا ثم يمحيه حين يشاء فلايبقي منا الا شواهد قبور مع مرور الوقت المتعجل ستتحلل أخشابها فلايعرفنا أحد وتتطاير بقايا الشمعه في الهواء

الوقت ياصديق يكسر اجنحة العصافير .. يخطو فوق أجسادنا الفتيه ..مسلطا سيفه المشرع فلا تملك رقابنا الا الانحناء ..وتتيه السفن في بحاره البعيده بعد ذوبان خيوط الأشرعه
وتمل الرياح مناداة أجواء لا ترد فتصفر وحيده في الفضاء ..والشجر ينسي جيناته الخضراء
وتندفع الفراشات الأورانيه لانتحار جماعي فالوقت افترس فردوسها المنشود فلم يعد هناك أمل من لقاء


تتساءل وقد ظهرت حيرة قلبك في عينيك.. اذا كيف هو الوقت

غاضب .. غاضب ياصديق كأسطوره اغريقيه تغوي البطل بالمجد ليلقي حتفه فخورا منهكا مبتسما بكبرياء يتضح لاحقا انه محض غباء
فما هو المجد البشري مقابل وقت تخصص في محو سيرة البشر من الأساس
ماذا سنستفيد من صنع مجد لن نعيشه ..
فقط استطاع البعض التحايل عليه بهدف لم يقدر علي هدمه رافعا أمامه راية العجز المستسلمه
" هذا ياصديق مافعله الدره وسائر قوافل الشهداء"


تصمت في ألم وأنا أعلم سؤالك التالي قبل أن تقوله وبدون الحاجه الي قوله ..أعلم أنك تردد في قلبك الان ..اذا ماذا أفعل بل ماذا نفعل وأنت تشعر اني أغلقت أمامك كل أبواب الرجاء

فقد جاء في المزامير الأولي أننا لسنا جميعنا نحمل بذور الشهاده ولا صهرنا من سبيكة الشهداء

اذا كيف نعيش ونحن كالريشه الصغيره في مهب عاصفة هوجاء .. قوامها دقات هذي الساعه الكونيه مختلطه بدقات تلك المضخه في صدورنا فلانسمع لهدير الساعه ونكتفي بالتغزل في ذبذبات
قلب علي وشك التوقف والانتهاء

هل هذا ياصديق من باب السخريه أم من قبيل التلهي الجاد
أن نحمي داخلنا سلاح الفناء
بضع لترات من دماء تدور في عكس اتجاه عقارب الساعه بحركه ديناميكيه نظن أننا نتحكم فيها أو علي الأقل ندرك طريقها واشارات المرور وكل الوعورات

فاذا بها تلف سويعات مهما كثرت فهي قليله ثم يعلن الوقت باراده أعلي منه أن هذا يكفي فتتخبط الدماء في بيوتها ويضيق القلب بمافيه ثم ينتهي كل شئ كما بدأ بأحمال من الحزن وحاويات من الدموع

ثم يضيق الوقت بهذه المسرحيه فهو يراها طويله وممله شاهدها ملايين المرات فيرسل الينا رسوله الأمين "النسيان" فنخرج في جماعات تاركين سرادقات العزاء لايبقي منها الا أخاديد الملح علي خدود جافه وسرعان مانتساءل في دهشه لمن ذرفت هذه الدموع الملحيه
ويعد هذا في حينها بعد انتهاء عاصفة الشجن المؤقته سؤالا صعبا يحار كثيرا بلاجواب

وبحزن ثائر بعد جهد جهيد تستنطق لسانك الذي ينوء بما عليه من أسئله لتهوي علي بما كنت أخشاه منذ بداية هذه المقابله
ولماذا الخضوع لسطوته مادام بهذا التجبر وهل حاول البعض التمرد أيا كانت النتائج والعقبات؟

ياالهي ..منذ خلقت البشريه والمجانين المنبوذين فقط أرقهم هذا السؤال
ياصديق

كم أنا مشفقة عليك

فمازلت لم تفهم الفلسفه .. كيف تتمرد ياصديق عليه وأنت تسترضيه كل لحظه كي يعطيك اشارة مرورك في الحياه وتتوسل اليه أن ينعم عليك ببطاقة تعريف انسانيه

كيف تتمرد وأنت تستعطفه أن يحفظ اسمك بعد تلاشيك ولو لبرهه قصيره تشعر بها أن كل ماحاربت من أجله لم يكن هباء

الوقت المدمج ليكون أزمانا لاحصر لها تعقد كخيط بلانهايه ليرتدي الكون عقد الدهر اللؤلؤي

وماحبات لؤلؤ الدهر اللامعه هذه الا دمائنا المسفوحه بمقصلة الوقت البتراء

فمن ياصديق سيذكر خطواتك الصغيره علي رمال الأعوام وكلماتك المتأكله كعمرك المنقضي ومحاولات المشي الخرقاء
اذا أمر الوقت بسحق كل هذا فلن تجد من ينصرك أو حتي يجيب تساؤلاتك المتمرده وربما تنساها أنت برغمك أو برضاك

كيف تظن انك ستنتصر وأنت تعلم أن كل المعارك معه نهايتها واحده وليس لك فقط الا محاولات الكفاح لتنال ميتة الشرفاء

فهذه خلاصة فلسفة الوقت.. يريك الطرق المثلي للموت وعليك أنت يقع عبأ الاختيار


فأنت ياصديق لست سوي عارض بسيط في طاحونة الوقت العموديه تدور معه أني دار وحين يغضب عليك وحتما سيغضب عليك تنزلق بلاوعي تحت المطحنه لتكون عملية هضم سريعه لن تشعر فيها بألم الفقد لأنك لم تزعجه بوجودك
أما ان حاولت ايقاف الطاحونه لتحفر اسمك وحلمك وهدفك ومبدأك علي أخشابها فلاتلم الا نفسك حين لن تطيق الألم وحين يعجز صراخك عن ترجمة ماأنت فيه فتجد نفسك تستعين بالصمت ..فقط الصمت

وقبل أن تطلب مني رأيا قاطعا لتحسم أمرك ..اليك مجمل فلسفتي .. من حديث الحكمه الأولي ..وعن تجربه شخصيه ..لا تستهن أبدا برنين الصمت فربما تسرق من الوقت في صمتك هذا لحظة انتباه جبريه .. ومثل ألمك يتألم هو حين يخلد اسمك في جسده فلايخرج الا حين يقدم كتابك علي رؤوس الاشهاد

Saturday, January 9, 2010

سر النخيل

أعلن منذ البدايه ان النوت طويله
لأسكت أي حركات احتجاج مقبله علي طولها
للأسف لم أستطع الاختزال
فتحملوها كما هي
هذا قدركم
(:
طويله جدا وليست طويله فقط
تقبلوا اعتذاري حقا

قال جبران
في التمر نواه حفظت سر النخيل

قال الاخوه جبران علي العود
بأوتار من طبقه صوتيه لاتسمعها الا أذان مرهفه ان هناك سفر واغتراب وهناك سيدة أرض تعبد الكثيرين في ظل عينيها وانتظرت الأطياف ميعاد خروجها من مكمنها لكنها لم تظهر ولم تخرج فان كنت قوي الايمان فانتظرها
وان كنت غير هذا فأرحل وانساها ان استطعت

ظللت أهمس لنفسي بهذه الكلمات كالمنومه
ثم بالتفاته سريعه الي الظل الهائل المنبثق أمامي من العدم هتفت
لم لم تشرحي لي سر العبقريه الموجوده في اسم جبران
فطبقا للاحصاءات الكونيه يبدو ان كل من يسمي جبران لم يخرج من بطن أم وانما من بين ثنايا صخر من صخور وادي عبقر
لم لم تشرحي لي هذا

ألقيت بهذه الكلمات ثم عدت لهذياني مره أخري متمته ولم لم تشرحي لي معني "في التمر نواة حفظت سر النخيل"
الأنك لاتريدين الاعتراف بأنك سبب مأساتي , ربما لو كانت نواتي طيبه لكانت ثماري أفضل من هذا
واذا لم تكوني انتي نواتي فأين هي نواتي لأحاسبها علي ما أنا فيه , لأعرف منها سري الذي أنهكتني مطاردته

تنزاح السحب تدريجيا لتوضح بعض معالم هذا الظل هل هو بشريا أم ليس هكذا في كل الاحوال لاتتعبوا عقولكم بالتخمين لاني حسمت الأحجيه بالمعادل الرقمي العقلي الخاص بي لتفسير وجود هذا الظل

وما كنت أتوقعه ظهر أمامي, طائر رخ عظيم تقتضي أمانتي العلميه لتوضيح هويته بانه أنثي ويكفي هذا التعريف الان فأحيانا الانثي يكفيها فقط من مسميات الحياه أنها فقط أنثي

ولان مايمثله الرخ في هذه الحكايه أنثي فهذا دليل أخر علي أن أي أنثي يمكن أن تعبر كل الاناث في صفات معينه مشتركه متحاوزه الحدود والجنس واللون والفصيله حتي والنوع
فالمخاطر والمأسي لاتتجمع ولا تتأتي الا من أنثي وفي هذا تتفق كل اناث الكون

حركت جناحيها الضخمين نحوي ,اذا هي أنثي رخ غاضبه أو تتظاهر بالغضب الاغريقي الذي تحاول أن تدعي انها من عالمه الا أن هذا أيضا لايهم فالطيور تتشابه في جميع الحضارات . فارسيه أو اغريقيه
ماذا سيهم
هل الطيور لديها انتماء الا لأعشاشها وايا كان العش فهذا موضع الوطن
الا
الا بعض الطيور تحن لسماوات بعينها وأوطان تعرفها من تبرها لكن بالتأكيد ليس الرخ من بينها

الانسان فقط وان كان أصل الحضاره فهو وحده المختلف

لكن حتي يستقيم مداد القلم في فكره واضحه تصل اليكم اضطريت لرسم وطن وثقافه لهذا الرخ وقد كان ماكان وجعلته اغريقي وهذا فقط لاني اريد ذلك
والانسان كما هي العاده يفسر الكون بعينه , نعم هو من الغرور ليفعل هذا بصفاقه لامتناهيه فمن المستحيل أن يعتقد الامريكي أن سماؤه كسماء باقي البشر فالنجوم الكونيه عنده
مقتبسه من نجوم علمه الذي يتغني بجماله ليل نهار

فالطبيعه تقلد الفنان كما افتي بهذا أوسكار وايلد

أفقت من تأملاتي -التي لم يكن وضعي الحالي وأنا معلقه في وضعية النسر المجنح -مناسبا لها علي الاطلاق
علي صرخه من أنثي الرخ الرابضه أمامي ربما تكون أرعبت برومثيوس قبلي الا انها لم تثر في الا الاشفاق

فنحن نحزن لمأسينا حين نشعر بالفعل انها ماسي ويقتنع عقلنا المكدود اننا في مأزق ما ,لذلك يكون الجهل أحيانا حل لكثير من الأمراض فهناك من لايبدأون الشعور بالمرض الا حين يعرفون انهم مرضي حقا
حينها يبدأ العقل سخريته العبثيه ولعبته السرمديه والجسد الراضي قبلا يصير متمردا ممتنعا عن الحركه

ويبدو أن أنثاي العزيزه حين شعرت أن الصراخ لم يلتفت انتباهي بدأت في الكلام

"طائر متحدث" هكذا همست لنفسي بسخريه خفيه

تصنعت الانتباه لأري ماذا ستلقيه أنثاي المتجبره علي مسامعي المقهوره وأنا في وضعيه لا حيلة لي فيها علي الاعتراض ,وكأن قهر بلادي يطاردني في كل مكان حتي الخيالات والأوهام

تفضلي ياعزيزتي كل أذان تحاول الاصغاء وان كنت لا أتوقع منك اي رحمه فمن بدء الحديث بتعليق الاخر بين جبلين لن يظفر منه في النهايه الا التمزيق

بدت مرتبكه وهي تحاول صياغة مايعتمل في نفسها ولا اعتقد ان رخ برومثيوس فكر قليلا قبل التهام كبده فهو عبد المأمور مثل عباد بلادي كلهم عباد للمأمورين ولم أر منهم حقا عبد لله

لكن يبدو ان انثاي رقيقه حقا فهي تنوي التحاور معي قبل نهش كبدي
ربما لتجبرني علي الاعتراف علي نهج محاكم التفتيش

فجأه صرخت نعم أريدك ان تعترفي
قلت في نفسي اذا فهي تقرأ مايعتمل بعقلي ايضا

هذا لايبدو مبشرا علي الاطلاق فأفكارنا وعقلنا الواعي والباطن يضم ادق ,أجمل , واحقر أسرارنا أيضا ,تلك التي ان ظهرت للعيان ربما ماتعايشنا كبشر معا في جماعات وفضلنا الفرار من بعض الي الغابات فستكون أرحم بنا علينا منا

تمالكت نفسي ثم بصوت فيه من السخريه أكثر مافيه من التهذيب رددت : بأي شئ تريديني أعترف وماهي جريمتي لتعلقيني بين جبلين شاهقي الارتفاع كالذبيحه منتظره موتي في كل دقيقه
صرخت ثانيا : من فينا التي تموت كل دقيقه بل من فينا كانت الذبيحه , هل لمجرد انك جربت ثوب الضحايا مره تعتقدين انك منهم
توجهت اليها بردي : وهل هذا يعني انك منهم ,ممن تتبعت خطي عبيد بلادي ما أن يتخلصوا من ذلهم ويخلعوا ثوب الضحايا حتي يستعبدوا غيرهم فالطغيان سلم لانهايه له ودرجه واحده أعلي تمنحك الحق في سحق من تحتك

لا لست كذلك تقول بصوت مخنوق وهي تدافع عن نفسها
أنا لا أريد استعباد أحد
ولا أحب الطغيان
أنا فقط ابحث عن حقي في الحياه
حقي في الظهور
كم من مره كبتيني داخلك ,وضيعتي علي حق التعبير عن نفسي
انتي أسوأ الطغاه طره , كم مره ألححت عليكي ان أخرج أن اتنفس هواء الحريه أن أستمتع بملمس أوراق مخمليه أن أسقط كالدمعه من فوهة قلم حبر نادر لأسطر تاريخي ,احزاني ,كل أحلامي الورديه والغير ورديه

لم تثر في لهجتها المستطعفه الا قدرا هائلا من الغضب فصرخت أنا هذه المره
ومن أضمنك أيتها الحمقاء ان هناك من يريد أن يراكي
من اقنعك أنك تساوي حتي ثمن هذا الورق الذي ستتساقطين كالغاويه فوقه
من قال لك ان الحبر سيذوب داخلك ليصهرك بعشقه ثم يكتبك بحممه السائله ليشكل تبعثرك الكوني في نظم تقراه العيون
من قال أن لكي صبغه تاخذ بمجامع العقول او ان لكي هدف يحشد من ورائه الحشود
من جعلك تظني انكي لمجرد انك أفكارا , مجرد أفكار فمن حقك أن تختبري العقول
فربما كان مقامك هو مكب النفايات العقلي الي ان تاتي من هن يستحققن الخلود أكثر منك
بل ألم تتساءلي يوما هل أحبك ؟أم اعتبرتي لمجرد انك أفكاري اني سأكون مدلهه في حبك

أتعرفين كم ليله سهرت اتعذب بسببك
أتعرفين عدد اللحظات التي مرت علي وأنا أشكك في كل شئ بسبب همسك المجنون
لقد كنتي كالسرطان, تلتهمي كل يوم مساحه من عالمي الواعي ,تفرضي علي قوانين عالمك الخيالي ,لأعيش فيه كالمنفيه أحزن علي هيباتيا وأحمل ذنب مقتل مليكه وأتعذب مع هيثكليف

في عالمي الافكار ملعونه ولقد لعنتيني معك ووسمتيني بلعنتك التي يبدو انه لاسبيل منها الي الخلاص
وحتي في قبري سترافقينني فلا مهرب منك الا الي غيرك

كان يجب أن أتخلص منك طعاما علي مائدة الجهل في بلادي او قربانا في مذابح العقل التي تقام كل يوم في الوادي
الا اني تركتك حتي توحشتي, تجسدتي خارجي ,تمردتي علي وانا خالقتك
ثم لم تكتفين بهذا فاذا بك تريدين تمزيق كبدي ليل نهار صباحا ومساء

أيتها الحمقاء أنا لست بروميثيوس
أيتها الحمقاء انا لم اسرق نارا للبشريه أنا لم أكن يوما بطلا في روايه ولا نبراسا ينير طريق الانسانيه
أنا انسان حاولت أن أصنع شئ وحين فشلت أتخذت لي هواية وكنت انتي هوايتي الأولي والأخيره ثم صرتي لعنتي الابديه

أنا لست بالحمقاء , لست بالحمقاء
تقابل هي كلماتي اللاهبه بصياح شق عباب السماء التي وكأننا لمسنا فوهتها العلويه , تستمر في الصياح وهي تنقض علي
وبرغمي اغمضت عيني وأنا أتخيل ان هذه هي النهايه , نهايه أسطوريه لاتماثل حياتي البائسه العاديه
هيئت نفسي ولم أنس أن اتلو شهادتي وأنا أتخيل ماذا سأقول لخالقي حين أقف بين يديه ,أنا لم أمت شهيده ,أنا لم أمت مناضله ,أنا فقط دكتور فرانكنشتاين صنع الوحش ليكون رمزا للكمال فصار عنوانا للوحشيه
لا لقد صار عنوانا للابديه , عنوانا للموت وأول ضحاياه كان خالقه كان أنا
أفكاري وحشي الجميل ,القبيح ,الساحر برغم كل شئ قتلني
غرقت في هذه التخيلات وانا انتظر دنو النهايه
انتظرت وانتظرت كحالي في كل شئ
لكن لم يسفر انتظار هذه المره عن أي شئ

فتحت عيني بالتدريج لأجد أنثاي الضخمه تسد علي أفقي ورؤيتي وتغرقني في ظلالها الرماديه و السحب المعبئه بالغيوم تتهادي حولنا
وهي مستمره في صياحها أنا لست بالحمقاء
مكرره مطالبها
أنا اطالب فقط بحقي في الحياه
بحقي أن اكون شيئا ,بحقي أن أظهر لا أن أظل مدفونه في ثنايا عقلك المريض الذي يحتفظ بما أنجب وكانه بخيل لايريد لأحد رؤية نقوده
نحن لم نخلق للتواري عن الابصار نحن خلقنا للنور
وانتي منعتينا حقنا في الظهور

علي الرغم من الاحساس القاهر بالعبثيه الذي رادوني في هذه اللحظه
الا ان الاخلاص والألم الكامن بين ثنايا الكلمات استطاعا ان يزحزاني عن برودي اللامتناهي

وأخذني التفكير في عدالة هذه المطالب
هل هي مظلومه حقا لاني منعتها الحياه كما تدعي
من أين تاتينا القدره علي ان نعتبر أنفسنا مستحقي الحياه
ومن يقرر هذا الاستحقاق
واذا اعتبرنا اننا نستحق الحياه لاننا خلقنا فهل تستحق الحياه أن نكون فيها
لم لايكون نيتشه محقا حين أعتبر ان المتميز فقط من يستحق الحياه
اذا كنا لاعتبارات كثيره دينيه وأخلاقيه وحضاريه لانستطيع تنفيذ هذا علي حيوات البشر فلمذا نسمح للأفكار بمساواة أنفسها بنا

ولكن
لكن هناك من يعتقدون انهم هم أفكارهم وأفكارهم هم
هم صنيعة أفكارهم وأفكارهم أغلي مقدساتهم وهؤلاء القضاء عليهم لايستلزم أفكار نيتشه عن الصراع والبقاء للأقوي والانسان السوبر وانما يكفي فقط خنق هذه الافكار حتي نجدهم فقدوا كل معاني الحياه فقلوبهم معلقه بخيط لازوردي الي نبض هذه الافكار

ربما أنا منهم ولا أدري هذا عن نفسي
كنت أعلم دوما ان مأساتي هي أفكاري
أنا البطل بلابطوله , دون كيشوت الذي يحارب طواحين الهواء

مأساته هي عقله
ربما لو رضيت عنه لجنبت نفسي هذه النظرات اللائمه التي يوجهها الي فرانكنشتاين المجنح الذي خلقته
الا اني لا اطيق الراضين عن أنفسهم
هؤلاء المعتقدين انهم شيئا لمجرد انهم موجودين فنظريتي تنص أن العدم نفسه يشتهي الوجود فلايوجد من يستطيع مقاومة الظهور علي مسرح الحياه ولكن لم يجب علي المسرح احتمال أنصاف الممثلين

ويبدو أن هواجسي السوداويه قد بلغت طائري الحزين
فوجدت في عيني أنثاي نظره أحاول أن أصفها لكن ليس لدي من الاحتراف الأدبي لهذا , فهذه مقدره لم تؤتي الا لشاعر
ربما لم أستطيع وصف هذه النظره لكن بالتأكيد لن أعدم البوح عما فعلته بي, لقد أثارت في نفسي كل مخاوف فقدان الذات, فمن القاسي أن تري نظرة ضياع في أعين صارمه , فعواء القط الجريح لايهز النفس كعجز الاسد المتقاعد عن القتال
انهيار القوه وتحطم الشموخ يثيران في النفس الرثاء والخوف
من المبكي أن تكون نظرتنا المحقره للأخر سبب في فقدانه بوصلة نفسه , حينها ندرك انه لو كنا أكثر عطفا ربما لم نكن نتذوق لذة الظفر المنتشيه لكن بالتأكيد لم نكن سنشعر انا انتهكنا ميثاقا انسانيا غير مكتوب وعهدا يفهم الا انه
غير مقروء

لكن علي الرغم من كونها أفكاري فقد كان المتوقع ان أكون أكثر عطفا لكن من قال اني أفكر كباقي الناس , لو كانت أفكار غيري لكنت أحترمتها احترامي للانسانيه , وعطفت عليها عطفي علي الضعيف
الا انها مني وقد أذتني كثيرا ,ولا أعلم ان كنت أستطيع التصالح معها أم لا فأنا أختلف عن هؤلاء المغرمين بذواتهم لمجرد انها تنتمي اليهم لدرجة ان بعضهم يعيش في منفي من المساحات التي يرسمونها لأنفسهم ومن الصور الكامله التي يصنعونها لما يحبوا أن يكونوا عليه

فأنا سجنت أفكاري حين نظرت لما أنا عليه بالفعل
وهي حاكمتني حين وجدت ان لاذنب لها فيما وصلت اليه

فمن منا المخطأ ومن المصيب
انا أعتبرتها نواتي التي تحوي سري وتصنعني, ومرأتي التي أري بها نفسي لكنها لم تحفظ لي سرا ولم تريحني عند النظر اليها

أغرق في فلسفتي الخاصه وحين أغرق أجتهد في الغرق فلا ألحظ أي شئ الا اللألئ التي أتمني خلقها وليس فقط اكتشافها
ومابين الخلق والاكتشاف مسافات من عذاب الابداع وألم التوالد , وارهاق المخاض الفكري

غرقت حينا فلم ألحظ تبدل السموات حولي واختفاء الجبال
غرقت فلم ألحظ غياب الطائر لتحل بدلا منه سيده عجوز حين نظرت اليها وأنا في غرقي غير واعيه أخذتني عيناها , أفاقتني من سباتي أشعرتني اني أعرفها من قبل
تلفت حولي في اندهاش فلم أجد الا صحراء قاحله فقط حولي, لاشجر ولا نخيل ولا بئر ماء
فقط هذه العجوز تنظر لي باشفاق , رثاء ولمعة عينيها فيها الكثير من الاستجداء

هالني التحول
أهذا ما ألت اليه أفكاري بعد سنين الرفض ومحاولات التمرد الفاشله , أهذا ما ألت اليه بعد محاكمه خاسره لم أنتصر فيها ولم تري هي لا طريق الوضوح ولا سكة الفناء

هذا ماسنتحول اليه
سنتحلل تدريجيا ونحن علي قيدالحياه

فقط لنتذكر ان هناك أميال لم نقطعها ومسافات طويله لم نخضها وليالي كثيره لم نزرها والغابه موحشه والصحراء قاحله وزادنا قليل ونحن نتظر النومة الابديه
وسنفترش الارض الموحله تتكسر تحتنا الأوراق الصفراء المغضنه الفاقده طريق الحياه , ولن نجد مانلتحف به الا أوراق الاشجار الصغيره الفتيه لتتمثل لنا دورة الحياه
في الموت والحياه بين الاصفر المتغضن والاخضر الفتي

حاولت أن أتفاهم مع العجوز وقد رأيت فيها نفسي بعد بضع سنين

ارعبني شيبها ,حثثت نفسي علي الاسراع فالشيب قطار يدهس العمر بلا رحمه ولا ابطاء ولا مراعاة لعصور الشباب الملونه , فالأرض خلقت رماديه وستعود رماديه

انطلقت في شرح معضلتي البيزنطيه
وهي بالفعل بيزنطيه تتمركز حول الرقم 5رمز النصف والتوسطن في ذهني
مشكلتي مع رقم 5أزليه
وكل مايحيط برقم 5من أرقام
ذاك الرقم اللعين مابين الصفر والعشره
فأنالا احب الخمسه وأمقت السته وبالتاكيد اكفر بالسبعه والعن الثمانيه واهجر التسعه واتغزل في العشره اما هو و اما أن أهوي في دائرة الصفر ليكتبني نقطه مجهوله في خط الابديه اللانهائي

لا اعلم كيف يحتمل البعض ان يعيشوا حياه لمجرد انها حياه نصف ,وسط ,بلاملامح ولا أثر أي شئ المهم ان يطلق عليه حياه
وانا علي استعداد ان افني عمري حتي اصل لوهج الحياه
ومابين الألف واللام أميال وأميال من الابتسامات والدموع وقصص الغوايه وأسوار الحصون
مابين الاف واللام مائة الف طرواده ومائتي الف ماسادا و300000خيبر وملايين من حصون ماقبل التاريخ ومابعد التاريخ

مشكلتي ياساده هي
النصفيه
المنتصف
الوسطيه
هذه هي مشكلتي اللامحلوله واللامنطقيه لكنها أزليه

هزت رأسها بغير فهم وهذا متوقع فلن أنتظر منها أن تفهم مفردات أدينها بها وربما كانت تسمعها من قبل وتظن انها خيرا لي , ففي زمن ريادة الوسط من يستطيع أن يدين الوسطيه

أستطرد في الشرح في صبر ثقيل علي روحي أستطرد وانا أحاول افهامها لماذا أدينها :
لم ميزتني ببصيره زادت من حدة رؤيتي الا انها لم تساعدني علي اختراق الحجب
هتفت بانزعاج ساذج :ولا يخترق الحجب الا الله فهل تبغين الألوهيه

أكمل بصبر متزايد دون التوقف عند ملاحظتها الغبيه فهذه عجوز لم تعد تفرق بين الحجب الالهيه والحواجز الانسانيه:
لم فرضتي علي مسافات طويله أتطلعها لأعلي لأري من هم أفضل , لأسحر بشرارة الابداع اللامعه من بعيد وانا قابعه في منتصف السلم لا أستطيع اليها صعودا ولا خبرت طريق النزولا
ترد بدفاع أحمق : يكفيكي انك صعدتي السلم يوما

أتجاهل تمتمتها التقليديه فهي فقدت معني العلو وأسطورة النقيضين اما القمه واما الهاويه
لم تركتيني ابكي الشمس سنينا طوالا وأنا أري دمها يخضب البحر الظالم ,لم تركتيني أبكي وداعا اليما وفراقا حزينا وانتي تعلمين انها لاراحله ولا شهيده هي فقط غادره تبتسم هنا وهناك ككل البشر
لم تركتيني أراها قديسه وهي مثلها مثل باقي البشر

نظرت لعيني مشفقه لم أكن أريدك أن تعلمي النفاق مبكرا فربما هذه الدموع ما جعلت قلبك ثائرا

رددت بعنف رافضه احسان شفقتها :لايجب للدموع أن تنزل علي من لايستحق فالدمعه التي تذهب لايمكن أن تعود ولو أعطيناها بحار الارض قربانا


ثم فقدت السيطره علي لجام صبري الي غير رجعه فأندفعت مني الاتهامات تباعا بلاشفقه ولا حتي انتظار للكلمات التبرير:

لم هيئتي لي رؤية الجمال وانتي تعلمين اني لن أستطع ابداعه
لم مهدتي لي طرق الذكاء وانتي تعلمين اني سأكتفي منه بفغر فاهي انبهار
لم متعتني برؤية الحياه بهذه العقليه وانتي تعلمين انها تمر كشريط سريع وأنا مازلت علي الشاطئ أخشي مد أقدامي في مياهها
وقد حملت بداخلي كل مخاوف الانسان وغير الانسان الكامنه الجمعيه
أخاف الغرق
وأخشي الفشل
وأتجنب الدوامات القدريه
ثم في النهايه
عند النهايه نجد أنفسنا نادمين علي كل شئ امتلكناه وضاع أوحتي الذي لم نتمتلكه واشتهينا يوما صنعه

تركتني هي في مرارتي أرغي وأزبد ثم ردت بهدوء قاتل يميز من فقد الامل في أن يكون شيئا واكتفي بالنظر للحياه خارج نطاق النقد وترك الاثر:
و هل ما أنتي فيه مشكلتي أنا أم مشكلتك انتي

أصمت قليلا ثم أواجهها بهدوء شرس يميز من يريد كل شئ ولايسمح لأي كائن بالوقوف في طريقه:
اذا فالأن تتخلين عني بعد كل محاكماتك العبثيه , اذا لما حاولتي من قبل وادعيتي التمرد اذا كنتي سترفعين راية التسليم عند أول صدام

أفاجأ بها تهاجمني بعنف قائله : أنا لم أتخلي عن أحد انتي فقط كالطفل المشاكس يريد كل شئ في غرفته الزاهيه فلايكتفي من الجمع ولايمل من الشكوي

وماذنبنا نحن في عقدك من المنتصف والوسطيه فما نحن الا نتاج عقلك المكدود هذا نحن لانصنعك بل انتي تشكليننا ومانحن الا مخلوقات ضعيفه بين يديك
انتي كالنحات الذي يظل عمره ينحت تمثال ثم يلقيه بعد هذا في الخرائب البابليه لانه لم يكن علي المستوي المرجو والمطلوب
ومالنا نحن بهذا حتي نتعذب معك ونعاني الهدم والقتل والنفي
نحن عرفنا معني المنفي والاحتقار ربما منذ قدم التاريخ حين طرأت لأدم فكرة الخطيئه الاولي كنا نحن المتهم الاول
نحن الضحيه وأنتي القاضي والجلاد فلايوجد انسان يريد محاكمة نفسه وروحه وانما تكون الافكار هي اول من يوضع في قائمة الاتهام

أفكر حينا في الكلام اذا فهذه العجوز مازالت تملك القدره علي الدفاع , لم أستطع قتل كل مقاومتهاوارغامها علي تسليم مدنها والاعتراف بخطاياها علي الرغم مما مارسته عليها من الاعيب نفسيه
اذا فهي تلقي باللائمه علي وتدفعني لمواجهة روحي ونفسي

تجبرني لحل معضله حيرت جميع الفلاسفه لسنين ضوئيه ولم يقدر عليها الا الانبياء والاديان السماويه
هل البيضه تأتي اولا ام الدجاجه وان كانت البيضه الاولي فمن أين أتت وان كانت الدجاجه الاولي فمن أين اتت بدون بيضه
ربما أفهم قصة الخلق الاصليه من تعاليم الدين
لكني كيف افهم قصة خلقي لهذه التي تدينني وانا بدون كتب مقدسه وخاليه من التعاليم

من أين جاءت هذه الافكار ولم غضبت عليها هذا الغضب

هل انا قاسيه او لعلي أكون ساذجه بحيث أرسم لوحه لنهر ثم أطلب منه أن يمدني بالماء في هجير الصحراء
هل أنا التي أنحت جسد مقاتل ثم أطلب منه أن يهب للدفاع عني وقت أن تعمل في سيوف أعدائي
ومادمت لم أستطع نفخ الروح فيها فلماذا تحاسبني علي حرمانها من الحياه

أنا أعرض عليها الانفصال بلاثمن فلتذهب كظل ترك صاحبه خرج هائما علي وجهه فأنا وهي تضاد بلا التماس ,هي برود تناقض لهيب الشمس داخلي ,وسيكولوجية قائمه علي الانعكاس

أنا أعرض عليها التحرر واسلمها مفاتيح مدينتها ولتذهب حره بلا سفك دماء ولامعاهدات سلام فلتذهب هي من الطلقاء

فماذا سأفعل بمن قسمني اثنين :روح تتمني لو تصاول الجبال خارجه علي قوانين الكون متمرده علي تعاليم الفيزياء والكيمياء والاحياء ممزقه كل كتب الطبيعه الي اثنين مثلما تمزقت أنا
وأفكار راضيه حتي مل منها الرضا ولفظها علي أبواب معابد الراضين حتي داستها أقدام المتمردين

ماذا سافعل بهذه الافكار وانا أري النجوم في مكانها لم تفلح محاولات الوقوف علي أطراف الاصابع -التي أقنعتني أفكاري العزيزه بها من قبل - في كسب رهان عقدته وانا في زمن من أزمنة الطفوله أن مشكلة النجوم هي فقط انها بعيده ومهما حاول اخي اقناعي انها ليست بعيده وكفي وانما كبيره وبعيده
وهي صغيره لانها بعيده بينما أعاند انا كالثور الذي يصمم نطح رأسه في جبل العادي والطبيعي والمستحيلات

ماذا افعل بعد أن كانت النجوم في يدي والفاصل بيننا فقط كان مسألة وقت فاذا بي أجد نفسي متجرده من كل الاحلام ومنفيه خارج وطني , خارج مربع سرقته عنوة من الحياه حفظت فيه صناديق أمال انتظرتها لتنضج فاذا بها تطير وتكبر وتطير وتكبر ثم تطير وتصغر وتطير وتصغر حتي تصبح
في بعد النجوم ولمعان النجوم وغواية النجوم

وكأنها قرأت مابداخلي وهذا ليس بالمستبعد فمازلت لم ألفظها ومازالت جزء مني :كان هذا خطأك فماذا ستفعلين بقناعة نيل النجوم فلم تكوني ستطالينها ولو حتي بلغتي عنان السماء
ثم تستطرد باسمه :لعمري كنت أتعجب دوما من شغفك بالنجوم وكل الناس تغازل القمر

شردت مفكره وقد أهمتني الملاحظه : بالفعل لم يستهويني يوما القمر كان قريبا وكبيرا بما يكفي لأزهد فيه أما النجوم فقد جهزت خيطي لأسرجها فيه عقدا يبارك عندي الامل
أما الان فلا نجوم ولا أمل ولا قمر

أعتذر :تقولها هامسه في وجيب منكسر

لايهمني الاعتذار فمنذ اكتشفتت خديعتك لي عن أوروبا اعلم انه فات زمان الاعتذار
مثلما غوي زيوس أوروبا غويتيني انتي بأوروبا بنفس حيلة النجوم لو ترتفعي قليلا عن الارض للمستي النجوم ولصافحتي أوروبا علي شاطئ البحر

يبدو انها لم تستطع منع نفسها من الابتسام وهي تعقب وكأنها تحدث طفلا شقيا وماذا كان بيدي كنت صغيره مثلك تماما أعتقدت اني ببعض الطول سأري برج بيزا علي الضفه الاخري من البحر

أرد بتهكم قطعا كالعاده ليس بيدك شئ
انتي تكتفين بالظن لكني انا وحدي أدفع ثمن الظن أنا من شببت علي قدمي مرارا حانقه علي قصر قامتي , ناقمه علي جسدي الصغير
أنا وحدي لوثت أصابعي الصغيره علي الرمال وانا اكاد احترق بلهفة الانتظار

لكن
ماذا حدث لم أر أوروبا ولن أراها
فقط أجدني أزداد طولا وارتفاعا وتزدادي انتي قصرا وانكماشا كسيده عجوز تنتظر الموت فلم يبق منها غير وجه متغضن ونفس قصير , نسيتي التحدي وضليتي طريق البرج المائل وضعف بصرك عن رؤية النجوم

مشت معي قليلا وقد بدا اليأس الكامل في محياها
يأس كائن فقد معني وجوده
وبدا لي انها تبحث عن طريقه شريفه للفناء

وبعد وصله من الصمت المسموع , السكوت ذو الرنين
أجدها تقول بصوت بارد خالي من الحياه : لا أعرف لم تلح علي صورة العجوز التي فضلت الحرق مع كتبها علي أن تعيش بدونهم في رواية فهرنهايت 451

أقلقتني لهجتها وهذا في حد ذاته غريب فمنذ قليل كنت أود التخلص منها والان أجدني قلقه من حديث الموت هذا
لكني لم أرد
تركتها تستطرد : بما اني جزء "سابق"منك فأعلم انك تحبين هذا المشهد ,الموت بشرف عن الحياه بلا احترام ,بلا معني وبلا أشيائنا التي نحبها ووضعنا فيها أجزاء من أرواحنا ,خاصة الاوراق التي تصفر كما نشيب
وتتجعد كما نتغضن

انتي تحبين هذا المشهد وأنا بحبك له أحبه

أهمس في نفسي مابال هذا الذي تقوله هاتيك العجوز
نعم أحب هذا المشهد لكنه بمقدار مايؤلمني هو يثير غيظي ,حقدي ويزيد من شعوري بالاغتراب ,المنفي والضأله
فهناك انسان فضل الموت مع كتبه علي العيش مع بشر
فهل سيكون يوما لدي كلمات يتمني أحد الموت في أحضانها عن العيش بدونها
هذا السؤال , هذا الهاجس المؤرق الذي مايفتأ يؤرق عيشي ,هو سر بلائي
بل هل سأصنع كلمات ترسم أثرا في مجري الزمن وطريق يغير مسار التاريخ فلايصبح بعدها كما قبلها
حتي وهي تفكر بالموت هذه الأفكار , هذه العجوز لا تنسي أن توجعني وتذكرني بعذابي

ومابين غيظي منها وقلقي عليها وكبريائي الذي يمنعني من ابداء هذا القلق وغضبي الذي يمنعني من كبح زمام غيظي
أجدني أصبت بحاله من الشلل وأنا أجدها تسير مبتعده
مبتعده أكثر فأكثر
مبتعده
وأنا أتابعها بعين قلبي
تبتعد حتي تصير ككل شئ ابتعد صغر وصغر الا انها لم ترحل كباقي الراحلين الي السماء وانما القت نفسها مبتسمه في دائرة لهب برزت فجاه من باطن الصحراء فيها كتب لاتحصي ولا تعد
كتب
تحكي حكاية بشريه تعادي الافكار أو تطمح مثلي للمجهول الذي لن يوجد أبدا فحرقت المعطي الذي لن يعود قط
ثم اختفت العجوز بالدائره باللهب بالكتب بكل شئ
ووقفت أنا تحفني الصحراء الأفريقيه المتوحشه كماهي أحبها ,أخشاها ,أحلم بها
انتظر جيادا سوداءا لم تخلق بعد , أفكارا لم تنسج من قبل , جبال لم يعرفها أحد وب حار مازالت بكر
أنتظر وأنتظر
وقد توقف بي الزمن
وقد ترفعت عن الموجود لمجرد انه وارد الخلق وانتظر المجهول وأنا لا اعلم من سيأتي به
واذا أتي به غيري سأترفع عنه
ولا اعلم بماذا سأتي أنا
لكني انتظر نواتي وسري
وانتظر

Monday, July 27, 2009

في عيد ميلاد زهرة التيوليب


تتهادي السياره بي علي كورنيش البحر كل يوم , كل أسبوع أو في أي وهله زمنيه يكون فيها قدري الخروج من قوقعتي المنزليه فهذا هو الطريق الحتمي الذي لابد وأن أسلكه لارتياد العالم العملي المادي الذي لا يرحم

وفي كل مره أجتاز فيها هذا الطريق لا يخفف عني تعاسة التأهب للانغماس في عالم الماده الا هذا المشهد الفريد

ومن الغر يب اني لا أذكر هذا المشهد ولا أستمتع به الا في الشتاء والخريف فقط وهذا شعور طبيعي حيث ان من يعرفني جيدا يدرك مأساتي مع الصيف الذي ينحصر تفكيري فيه فقط في كيفية الخلاص من الشعور بالحر ولزوجة الجو فأظل في السياره منتبهه فقط هل الزجاج مفتوح أم لا أو هل التكييف يعمل أم أصابه عطب يزيد من سخافة الوضع العام
في حين يمنحني الشتاء والخريف فرصه أطول وأجمل للتأمل والتفكير خاصة لو كانا في مدينه كالاسكندريه حيث تكون قطعه من يوتوبيا كلما بللتها ماء الشتاء أو داعبها هواء الخريف البارد

مع مرور الوقت
انعقدت علاقة غزل بيني وبينها كلما شاهدتها في ذلك المشهد الذي أحدثكم عنه والذي صرت أنتظره واتلهف عليه منذ نزولي من البيت الي ركوبي المواصلات وحتي مروري أمام هذا البنك في منطقة سيدي بشر والذي ألهم(بضم الالف) العاملين به أن يضعوها في واجهة البنك ليثير هذا في نفسي قمة التناقض مابين البنك بجموده ودلالته الحداثيه البارده ومابين رقتها وجمالها ودلالتها العاطفيه الحساسه

هو تناقض ككل تناقضات هذه الحياه لكنه الوحيد الذي خرج من عالم الطبيعه والجمادات الي عالم البشر الحيوي كما ستفهمون فيما بعد

ممشوقه هي باسقه رائعه تنحني في باقتها بحزن ورفعه بدلال وعزه يكاد الشجن يسيل من أوراقها بنفسجية اللون تجمع أوراقها حولها بخجل كعادتها

وتبهرني

هي باقه نادره من زهور التيوليب تخطف قلبي كلما أراها اشعر انها تفهمني وأفهمها فيها كل ما أحب من صفات الجمال الطول ,النحول ,رقة اللون البنفسجي وخاصة هذا اللون -فهو أندر الوان هذه الزهره وأحبها الي قلبي- ,الخجل ,الشجن و التفاف الاوراق حول نفسها بشكل لولبي طولي يجعلها باهرة الحسن وخاصة حين تندمج في المشهد الخلاب تكاد تذوب في سماء رماديه باكيه ,جو بارد شفاف , ارضيه مبلله وسكون المدينه الخياليه

مده طويله منذ انتقلنا الي ميامي وأنا أري هذه الزهور التي يجددها البنك دوما
ودوما هي لا تتغير فاتنه وحيده حزينه

وتسحرني

ولا أعلم لماذا - ربما لشدة تعلقي بها - شعرت أن الامر سيتجاوز هذه الغوايه البعيده والغرام المتبادل بيني وبين وريقات زهراتي

لكن بكل المقاييس لم أتخيل أن أجدها حقيقة متمثله أمامي لها روح ,دم ,احساس ,قلب و فكر تحدثني وأحدثها

امنت منذ زمن بعيد ان
هناك بعض الاشخاص الذين ماان نراهم ونتعامل معهم حتي يذكروننا بالطبيعه ومفرداتها وينقلوننا الي عالم أخر حيث يتم التجرد من قناع الحضاره الزائف لتظهر الصفات الحقيقيه الكامنه في قلب كل منهم فهناك من هو كالذئب أو هي كالافعي أو هو كالاسد او هي كالورده

أما زهرتي التي أحاول الكتابه عنها و لها فكان المعادل القيمي لها في ذهني هو زهرة التيوليب

اعلم ان من سيقرأ كلامي سيهز رأسه بفهم علي اعتبار انه وصل لحقائق الكون وعرف ان هذه مجموعة بنات عندهم شحنة رومانسيه يخرجنها في بعضهن البعض الي أن يأتي صاحب النصيب وان من الطبيعي أن تكون احداهن كالورده في عين صديقتها وأننا جميعا وقت المناسبات بحلوها أومرها لا نتذكر الا الجانب الجميل ممن نعاشرهم فتظهر الورود والزهور والطيبه والحنان وكل الصفات التي كانت مختفيه من قبل والتي لا نتذكرها الا وقت الحاجه فقط لتكون كبدل التشريفه وقت الملكيه تستخدم في وقت العرض علي الملك ثم تخبئ ثانيا

بمعني اخر مشاعر وقت الطلب أو ديليفري بمفاهيم الحداثه والعولمه التي بسطت قبضتها علي كل شئ حتي مشاعرنا واحساسنا ونبض قلوبنا

لكن صدقا ما أقوله الان يختلف تماما

فليس تشبيهي لها بزهرة التيوليب مدحا فقد كان من الممكن ان اكتفي بأن أشبهها بأي زهره وكفي
الا اني ذكرت التيوليب -والتيوليب البنفسجي خصيصا -لاني بالفعل لم أجد لها شبها في أي مكون من مكونات الطبيعه عدا التيوليب فلا تكاد زهرتي ترد علي ذهني الا وأجدها مصحوبه بباقه من زهور التيوليب البنفسجيه

فالحزن والشفافيه اللاتي يغمرن هذه الزهره , وقفتها المنحنيه بشجن لونها البنفسجي الهادئ الرقيق , التفاف وريقاتها حول نفسها تحمي نفسها أو كأنها تخشي علي روحها اذا تفتحت أن يجرحها أحد تجعلني أفكر هل زهرتي الحبيبه هي من تشبه التيوليب أم ان التيوليب هي من تشبهها
تجعلني أفكر من منهما تحاكي الاخري , من منهما الاساس والاخري صوره لها

هي من المخلوقات القليله اللاتي أستطيع ان اقول عليهم انهم لا يصلحون لهذه الدنيا
فالطفل بداخلها مازال يعيش ذكريات الحمايه في رحم الام وحين يري الدنيا تكبر حوله تكاد تطبق علي نفسه لا يكون أمامه الا الاحتماء بوريقات القوه الخارجيه التي تحتفظ بها صاحبتهم لعظام الامور التي تمر عليها
و حقا ما أكثرها

الي هنا

الي هنا سينتهي حديث لم أبدأه عنها فكل ما نسجته في السطور السابقه هو محاولة تعريف بزهره أحببتها في الطبيعه وقابلتها حيه أمامي ولم أكن أتوقع هذا
لذلك فأنا أسجله
أدونه كحدث عظيم مر علي في أيام حياتي القليله والتي قد تكون قاربت النهايه وأنا لا أعلم
أحفظه في سجلات البشر كما حفظته قبلا في قلبي منذ عهود بعيده ربما قبل أن نولد أو ربما قبل أن يتشكل هذا الكون في أرشيف من نور

هذا كل ما أستطيع عمله فأنا علي الرغم من اني قد أوصف بشجاعه ظاهره في دنياكم الا اني بداخلي أجبن من أتحدث عن مشاعر كهذه
أو
ربما
ربما لا أتخيل أن أصفها بهذه الكلمات العاديه التي أقرأها كل يوم في كل مكان حتي صارت مبتذله
فكل شخص وجد نفسه يكتب جمل يحشر فيها الاف الكلمات علي غرار حب , جمال , روعه ,فن وحياه أعتقد انه قد ابتكر شعرا أو علي الاقل نثرا سماويا يتيه به في كل مكان والادهي من هذا ان هناك الكثير ممن يدخل يهز رأسه معجبا من روعة الكلمات ورهافة الاحساس

وقد تكون أقصي جرأتي ان اتحول بالحديث عنك الي الحديث اليك

اعذريني زهرتي

فلم أوتي كلما فصيحا ولا قلبا شاعرا حتي أنسج من الكلمات شعرا و أدبا يبهر القارئين
فكلامي محدود وموهبتي بسيطه ولن أستطيع ان أختصرك في كلمات أنا أكثر من يعلم انهن أصبحن في كل مقال وكل نوت وتدوينه ولن أحتمل أن يدخل أحد لن يكمل قراءة كلامي لانه متشابه مع الموجود فالجميع يكتب عن الحب والصداقه والزهور

ربما لو كنت امتلك موهبة سافو وبراعة غاده السمان وحزن سيلفيا بلاث ورقة شيللي وأدب ايميلي برونتي وجنون رامبو وتفرد أما دنقل ورهافة جبران خليل جبران وعمق ايليا أبو ماضي وجراءة نزار قباني

أقول ربما كنت حينها استطعت ان أتي بأوصاف لم يطأها أحد من قبل

ربما لو كان لدي عبقرية رينوار وفن رامبرانت وشجن فان جوخ ونظرة مونييه
أقول ربما كنت حينها أستطيع أن أرسم مشاعر لم يعرفها أحد من قبل

الا انه والحال هكذا فلم أستطيع الحديث عنك من قبل ويبدو اني لن أستطيع ان افعلها فيما بعد

فقد بلغتي عندي مكانة لم يصل اليها الا القليل جدا من البشر اللذين الي الان لم أستطع الحديث عنهم علي الرغم من انهم شكلوا قلبي بأيديهم

فانتي من الناس القليله اللذين يكادوا يعدون علي الاصابع اللذين أدرك معهم اني لست بهذا السوء الذي يصوره البعض فأنتي من الندره الذين رأوا في جانب لم يره أو لم يسعي لرؤيته غيركم


ربما سيفهم هذياني هذا -ويعرف مااريد قوله لك وعنك- شخصان فقط من كل من سأذكرهم في النوت ليقرأوه منهم الحبيبه أروي أعادها الله الي سالمه
والشخصيه الاخري قد تعرف نفسها فهي من القلائل اللذين كنت اظن انهم يعرفونني حق المعرفه لكن الدنيا كالعاده لا تترك شيئا علي حاله

زهرتي
اعذريني فلم تطاوعني الكلمات وكعادتي ظللت أدور حولك - كمعني شديد العلو مراوغ - وأذكرك فقط من انعكاس بريقك في عيني وعين الاخرين او من شبيهاتك في الطبيعه الا انه لم تواتني الجرأه لاقتحام جزيرتك ليكون كلامي موجه اليك مباشرة أو عنك بايضاح

اعذريني

فهذه أنا

Thursday, April 16, 2009

ما قبل الوداع...كسل أم فوضي


هل هو كسل أم فوضي حواس

حقا لم أحدد

الطبيعه البشريه تريد أن تخرج من طائلة الاتهام فتدعي ان مايحدث الان هو فوضي حواس وان العالم من حولها في مرحلة فوران وانه ليس لها ذنب في هذا التقصير

أما الضمير الصارم فيعتبر أن هذا كسل وينادي بمعاقبة المتهمه أشد العقاب

ومابين مرافعات الغريمين ... تتمزق أميره

لن أكون ممن يبكون علي اللبن المسكوب وأرثي السنه التي ضاعت فعلا بلا أي انجازات

فلا الدراسه حققت ما أريد فيها
ولا بدأت كورس الانجليزي
ولا كورس الكمبيوتر
ولا حفظ القران

كانت سنه مرتبكه الي حد كبير كنت فيها كالتائهه

ثم جاء تأخيري في اعلان مدونتي الاخري ليزيد الطين بله
كنت قد حجزت الدومين منذ وقت طويل ولكن تكفل كسلي وعدم وجود تمبلات يعجبني بأني سوف أأخر اعلانها للصيف المقبل لأن الوقت المتبقي في السنه هو فقط للمذاكره لتعويض مافات

بالفعل لو أحد غيري وشعر بكل هذا الفشل لكان قد ألقي نفسه من الشرفه
:D
:D
لكني لسبب ما لن أفعل هذا
:D
:D

سأختار الطريق الاصعب طريق المقاومه
فكثيرا مانسقط في الحياه ونشعر ان دقائق حياتنا تمر عدوا ونحن لا نجاريها لكن لا يجب أن نستسلم لهذا الضعف وهذا الفشل وهذا السقوط من نهر الزمن

فلنقف مره أخري ولنحقق مانريد ونتعلم مما مر بنا
ونكف عن البكاء علي ما ضاع من الايام فمادمنا أحياء فبالتأكيد قد تعلمنا ومادمنا قد تعلمنا فلا مجال للبكاء

قد يكون ماخبرناه ليس هو ماتمنيناه لكن
لأن الحياه دوما لا تقاس بالمسطره والامور ماعدا الله نسبيه

فلا مجال للبكاء

وأعتقد أن هذا هو سر جمالها

(:

Saturday, March 7, 2009

قبل الوداع


لا مش تقلقوا مش وداع اني هودع التدوين يعني
لكن وداع جزئي للتدوين علي البلوج سبوت
أخييييييييييييييييييييييييييييييرا
أخييييييييييييييييييييييييييييرا
هخلص من البلوج سبوت هتكلم في كراهيتي العارمه للبلوج سبوت في بوست منفصل مخصص لوداعه غير اسفة عليه
طبعا مش هعلن المدونه القادمه الي بعد ان انتهي منها تماماااااااااااااااااااا
فعلا حاسه باقبال علي التدوين بعد أن كان البلوج سبوت بمنظر المدونه الحالي أصاباني بالغثيان من مجرد التفكير ان ادخل واكتب تدوينه
يلا ما علينا
لكن
وفاء لذكريات التدوين نفسها الرائعه
هبقي احكي بعض مماحدث لي في حوالي سنتين تدوينتين قبل الانتقال الي المدونه الجديده

انتظروني في اخر بوست هنا
قبل الذهاب الي موقع تمنيته طويلااااا
واخيرا تحولت الامنيه الي واقع

انتظرووووووووووووووني

سلام مؤقت




Bookmark and Share



Friday, February 13, 2009

على هامش اسطورة مليكة ومحمود


ركض محمود مسرعا معه حفنه من الديناميت

الفكره تملأ قلبه

كلام اليوزباشي وصفي لا يزال يدوي في فراغ عقله الاجداد لا بأس بهم لكن الاحفاد لا يصلحون الا للاحتلال

---------------------------------------------------------

الفكره هي ما تجعل قلبه ينبض يجب هدم المعبد يجب أن تنتهي قصص الاجداد ليفيق الاحفاد من أوهام العظمه والعزاء الكاذب

سيشكرونني ذات يوم

-----------------

لابد أن يشكرونني

انفجر المعبد الفرعوني سقطت حجارته فوق رأس محمود

يذكرني هذا المشهد بقصة شمشون ودليله

شمشون يهدم المعبد صارخا علي وعلي أعدائي يبدو أنه دائما في كل قصص التراث الانساني عندما يفيق البطل من سباته ويجد كل شئ قد ضاع لا يري أمامه الا المعبد ليقوم بهدمه ليدفع بروحه ثمن غفلته وأحيانا حتي لا يكفي هذا الثمن لاصلاح الخطأ ...

نقلت لكم مع التغيير والاضافه اخر مشهد من مشاهد رواية واحة الغروب ما هو مكتوب باللون الاحمر مقتبس بالنص من الروايه
طوال عمري أعتبرت ان كل مايحدث لي له سبب يفوق قدرتي علي المعرفه تم غزله بقوه علويه وحكمه فوقيه قد لا أراها لكني أؤمن بها تمام الايمان حتي قراءتي لاحدي الروايات

لقد ظللت دهرا طويلا أري هذه الروايه ولا أشتريها تناديني॥تغويني لكني أترفع عنها بشكل غريب وأنا التي أعشق الادب وأرفض اقتناءها॥أما لماذا خضعت للنداء الان بالتأكيد لسبب من هذه الاسباب التي لا أعرف تفسيرها لكنها ترشدني

بالتأكيد لن ألخص الروايه والذي يريد تفاصيلها عليه شراءها

وربما أفضل أن أتحدث بابهام عن شخصياتها سيعطي هذا كثير من عدم الفهم كثير من الغموض قد يمل القارئ ,,وقد يغضب عليا ويرفض ان يكمل الموضوع ॥قد تعتبر هذه بوهيميه

التحدث عن شخصيات بلا شرح ولا تفصيل لكن لو أخذناها من زاويه أخري قد يكون هذا بقعة ضوء تسلط علي تفصيله معينه وتلغي سواها مما لا يعنينا أمره

وماأسرني في هذه الروايه نموذجان احداهما لشخصيه أعلم أنها ستعيش معي الباقي من عمري مثل هيثكليف في مرتفعات وذرنج ودكتور زيفاجو و حلمي في لاشئ يهم شخصيات تلتقي جميعها في انها أبكتني وأدمتني حقا

وقد كان من أبكاني هذه المره مليكه فتاة الواحه تعد مليكه بالنسبه لي الحقيقه والتميز والاختلاف والجمال ودموع المظلوم ودماء الشهيد

هزتني مليكه حقاو تركت داخلي تساؤلات وحيره لا تنتهي ...

ماذا يمكن أن يفعل الانسان الضعيف عندما يصبح مطاردا ممن يتم اعتبارهم بشر من جنسه يعيشون معه وينتهي به الامر انه لا يحن عليه الا الحجرولا يفهمه الا الشجر ويتفاعل مع صور الطبيعه حوله فيحدث الهواء وتضاحكه الماءعندما يكف عن الكلام لانه لايوجد من يفهم ومن يفهم لا يصدق ومن يصدق لا يساعد بل يقف عاجزا

يشاهدك وأنت تحارب وحدك يري دماءك تنزف ودموعك تسيل ولا يتحرك عندما تتشوه النصيحه ونخاف الحقيقه ويتضاخم الخطأ حتي يملأ الكون حولك ويغرق في حيرة تكاد تزهق روحه هل يرضي ضميره ويقاتل حتي لو قاتل من يحبهم أم يصمت ويحني رأسه تجنبا للصراع

عندما يصبح غريبا حتي بين من أعتقد أنهم مثله وتصبح قلوب البشر اضيق من سم الخياط

عندما يرغب في العزله وقد سأم ترهات بشر

وعندما يري نفسه واقفا, الدنيا كلها تتحرك حوله كيفما أتفق ,ليس المهم أن تكون الحركه في طريق مستقيم وليس المهم أن تكون الصوره ناصعة البياض خاليه من الاخطاء ولكنها حركه وكفي ॥مجرد حركه عشوائيه تضم الصالح والطالح, الجيد والفاسد بغض النظر عن الكيف وبغض النظر عن مقادير الخلطه المأمول بها أن تحدث زلزال يسحق التخلف ويحرر العقول ويقيم النهضه حقا فقط الاهميه للعدد

وللأسف لا يلائم روحه هذا الخلط المقزز فهو يبحث عن النقاء والصفاء والجمال والوضوح والكمال فماذا سيفعل حينها....

لست أفضل من يسدي النصح فأنا في هذا الوضع

لكن كلمه فقط أهمس بها اليك

أبحث عن طريق اخر غير الهروب والتراجع والضعف

ابحث عن طريق أخر غير أن تترك نفسك للهزيمه ولاحلامك بالقتل مثلما حدث لمليكه

فمن العار أن تقف مؤسسات التخلف والجمود والجهل والسطحيه وتزييف الحريه والنفاق صامده ثم تقع أنت

لا تكون أبدا كمحمودالنموذج الثاني في الروايه الذي يذكرني بكل ماهو سلبي في عالمي

يذكرني بتردد العالم وعجز الجاهل عن التعلم ,,يذكرني بالغرور والكبر الذي قد يركب الانسان لوهله من الزمن لكنها كافيه جدا لتدمير عالمه يذكرني بكيف يمكن للانسان أن يكون مجرد نصفا فلا هو جاهد وتعذب في سبيل كمال حلمه ولا هو قتل الحلم و أحيا الماده وعلي الاقل عاش في هذه الدنيا ناجحا

في رواية احسان عبد القدوس الرائعه لا شئ يهم ظل حلمي بطل الروايه يهرب من احساس النصف طوال عمره

يهرب من أن يكون في المنتصف لا بطل ولا خائن يهرب من احساس الميوعه التعادل البارديهرب من وضع يري الخطأ فيه ويعرف أن عليه الاصلاح لكنه يخاف الناس ويخاف الوحده ويخاف الغربه يهرب من أن يكون بلا قرار حاسم تتحكم فيه أهواء الاخرين بلا قدره علي أن يقول كفي في الوقت المناسب أن ينظر للدنيا قلبه يدفعه للتغيير لكن روحه عاجزه ينقصها التمردينقصها شعلة الثوره

لم يستطع أن ينطق بلفظةلا ,,

و نجح حلمي في جهاده وأستطاع تحقيق حلمه انصاعت له الدنيا لقد تعذب لكي لا يكون نصف انسان فكتبت له الانسانيه الكامله

لكن محمود تأخر به العمر حتي وجد نفسه تحت ركام المعبد وكانت هذه هي طريقة التطهير التي عرفهاالموت

فهل كان يجب أن تقتل مليكه حتي يعرف محمود انه كان ضالاواختار الطريق الخاطئ

ننفذ في هذا سنة البشر في الارض فلا نعرف قيمة ما بأيدينا حتي نفقده ولا نعرف جمال النصيحه حتي نغرق في لجة النفاق

ولا نعرف نقاء طريق الصح حتي نغوص في نتن الطريق الخاطئ

هل يجب أن يكون الحل دائما متأخرا بهدم المعبد

أعتقد أن محمود كان من الممكن أن ينقذ نفسه وروحه وماضيه ومعبده لو كان أصلح حاضره ونظر لمستقبله.....

وأخيرا

أو أخرا

أو أولا

ولا أشترط الترتيب فلم أعد أهتم به

علي هامش أسطورة مليكه ومحمود وهمسه لروح ما قد تكون نفسي وقد تكون غيري

هل من القسوه ان تترك أحباؤك يفعلون ماأنت موقن من انه سيودي بهم الي انهدام المعبد فوق رؤوسهم اما بأيديهم بعد استيقاظ ضمائرهم كما فعل محمود

واما لان هذا البناء الذي بنوه من الاساس كان علي قواعد متأكله فاشله عقيمة الروح فلم يحتمل رفعة الطموح وجمال الطريق فسقط

اذا هو سؤال جدلي سفسطائي هل هي قسوه أن تتركهم يخوضوا التجربه وانت تعلم فشلها ,أم هي فرصه للتعلم وتربيه للنفس واصقال للروح

صراحة أنا لا أعرف فأنا أؤمن بمبدأ ترك البشر لمطحنة الحياه حتي يتم النضج ويكتمل العلم لكني مع هذا أمتلك قلبا يخاف علي أحبتي لذلك عجزت عن اجابة السؤال

لكني أعرف يقينا ان مليكه و لو ماتت فهي شهيده فأنتم تعرفونني أثق ثقه عمياء ان طريق الأحلام ستمهده الدماء والارواح وقد كانت شهادة مليكه هي علي طريق الحقيقه فأنا لست حزينه عليهالكني أرثي لمحمود الذي أمضي حياته يبني هواء لينهدم فوق رأسه حجارة ثقيله في نهاية العمر

Friday, December 5, 2008

وما سيذكرنا الا احلاما كللت بالموت

يوم نموت سيمحو النسيم الرقيق أثار أقدامنا علي الرمال

بعدما يفني النسيم

تري من يخبر اللأبديه أننا مشينا ها هنا مره في فجر الزمان

أغنيه حقيقه لقبائل البوشمن

حقا
تري من يخبر القادمين بعدنا اننا كنا هنا ذات يوم
تري هل سيلحظ أحد اثار اقدامنا
هل سيعرف أحد اني أنا أنا
ان هناك من كانت تعيش هنا
باحلامها وأفكارها وثوراتها وتمردها وأوقات افراحها ولحظات حزنها
هل سيعرف أحد كم ذرفنا من دموع لعبور طريق شاق
هل سيتخيل أحد اللحظات التي قضيناها مع أحبائنا والكلمات التي ضحكنا عليها دوما
تري هل سنصبح مجرد ذكري في تاريخ البشريه
اسم يعبر كما يعبر غيره من الاسماء في كتاب الخلق
تري هل ينتهي الكائن الاسطوري بداخلي بموتي
هل تستحق أحلامنا وامالنا وتطلعاتنا أن تنتهي بداخلنا ويكون مصيرها الفناء المادي مثل فناء أجسادنا
أعرف دائما ان الفكره تعمر وتعيش وتخلد جسما قد فني منذ زمن طويل
اذا
فاذا لم تخلدنا أفكارنا واحلامنا في يوم ما بعد موتنا
فهذا بالتأكيد لاننا قتلناها داخلنا ونحن أحياء
فالاحلام شيمتها الوفاء
فلن يبذل أحدهم حياته لحلمه
الا وسيذكره حلمه وسيذكر البشر به حتي بعد الرحيل الي عالم اخر
حتي بعد فناء البشريه كلها
سيكتب الحلم اسمك بحروف من نور في كتاب الخلق
فاحسن اختيار حلمك
ولا تخجل منه
جاهد في سبيله
واوهبه لحب الله
واعرف ان الطريق صعب
وطويل
سيكلفك حياتك
فلا تخيفك المشقه
فلن يذكر خطواتك علي ارض الحياه الا
حلم
ستموت في سبيله