Saturday, January 9, 2010

سر النخيل

أعلن منذ البدايه ان النوت طويله
لأسكت أي حركات احتجاج مقبله علي طولها
للأسف لم أستطع الاختزال
فتحملوها كما هي
هذا قدركم
(:
طويله جدا وليست طويله فقط
تقبلوا اعتذاري حقا

قال جبران
في التمر نواه حفظت سر النخيل

قال الاخوه جبران علي العود
بأوتار من طبقه صوتيه لاتسمعها الا أذان مرهفه ان هناك سفر واغتراب وهناك سيدة أرض تعبد الكثيرين في ظل عينيها وانتظرت الأطياف ميعاد خروجها من مكمنها لكنها لم تظهر ولم تخرج فان كنت قوي الايمان فانتظرها
وان كنت غير هذا فأرحل وانساها ان استطعت

ظللت أهمس لنفسي بهذه الكلمات كالمنومه
ثم بالتفاته سريعه الي الظل الهائل المنبثق أمامي من العدم هتفت
لم لم تشرحي لي سر العبقريه الموجوده في اسم جبران
فطبقا للاحصاءات الكونيه يبدو ان كل من يسمي جبران لم يخرج من بطن أم وانما من بين ثنايا صخر من صخور وادي عبقر
لم لم تشرحي لي هذا

ألقيت بهذه الكلمات ثم عدت لهذياني مره أخري متمته ولم لم تشرحي لي معني "في التمر نواة حفظت سر النخيل"
الأنك لاتريدين الاعتراف بأنك سبب مأساتي , ربما لو كانت نواتي طيبه لكانت ثماري أفضل من هذا
واذا لم تكوني انتي نواتي فأين هي نواتي لأحاسبها علي ما أنا فيه , لأعرف منها سري الذي أنهكتني مطاردته

تنزاح السحب تدريجيا لتوضح بعض معالم هذا الظل هل هو بشريا أم ليس هكذا في كل الاحوال لاتتعبوا عقولكم بالتخمين لاني حسمت الأحجيه بالمعادل الرقمي العقلي الخاص بي لتفسير وجود هذا الظل

وما كنت أتوقعه ظهر أمامي, طائر رخ عظيم تقتضي أمانتي العلميه لتوضيح هويته بانه أنثي ويكفي هذا التعريف الان فأحيانا الانثي يكفيها فقط من مسميات الحياه أنها فقط أنثي

ولان مايمثله الرخ في هذه الحكايه أنثي فهذا دليل أخر علي أن أي أنثي يمكن أن تعبر كل الاناث في صفات معينه مشتركه متحاوزه الحدود والجنس واللون والفصيله حتي والنوع
فالمخاطر والمأسي لاتتجمع ولا تتأتي الا من أنثي وفي هذا تتفق كل اناث الكون

حركت جناحيها الضخمين نحوي ,اذا هي أنثي رخ غاضبه أو تتظاهر بالغضب الاغريقي الذي تحاول أن تدعي انها من عالمه الا أن هذا أيضا لايهم فالطيور تتشابه في جميع الحضارات . فارسيه أو اغريقيه
ماذا سيهم
هل الطيور لديها انتماء الا لأعشاشها وايا كان العش فهذا موضع الوطن
الا
الا بعض الطيور تحن لسماوات بعينها وأوطان تعرفها من تبرها لكن بالتأكيد ليس الرخ من بينها

الانسان فقط وان كان أصل الحضاره فهو وحده المختلف

لكن حتي يستقيم مداد القلم في فكره واضحه تصل اليكم اضطريت لرسم وطن وثقافه لهذا الرخ وقد كان ماكان وجعلته اغريقي وهذا فقط لاني اريد ذلك
والانسان كما هي العاده يفسر الكون بعينه , نعم هو من الغرور ليفعل هذا بصفاقه لامتناهيه فمن المستحيل أن يعتقد الامريكي أن سماؤه كسماء باقي البشر فالنجوم الكونيه عنده
مقتبسه من نجوم علمه الذي يتغني بجماله ليل نهار

فالطبيعه تقلد الفنان كما افتي بهذا أوسكار وايلد

أفقت من تأملاتي -التي لم يكن وضعي الحالي وأنا معلقه في وضعية النسر المجنح -مناسبا لها علي الاطلاق
علي صرخه من أنثي الرخ الرابضه أمامي ربما تكون أرعبت برومثيوس قبلي الا انها لم تثر في الا الاشفاق

فنحن نحزن لمأسينا حين نشعر بالفعل انها ماسي ويقتنع عقلنا المكدود اننا في مأزق ما ,لذلك يكون الجهل أحيانا حل لكثير من الأمراض فهناك من لايبدأون الشعور بالمرض الا حين يعرفون انهم مرضي حقا
حينها يبدأ العقل سخريته العبثيه ولعبته السرمديه والجسد الراضي قبلا يصير متمردا ممتنعا عن الحركه

ويبدو أن أنثاي العزيزه حين شعرت أن الصراخ لم يلتفت انتباهي بدأت في الكلام

"طائر متحدث" هكذا همست لنفسي بسخريه خفيه

تصنعت الانتباه لأري ماذا ستلقيه أنثاي المتجبره علي مسامعي المقهوره وأنا في وضعيه لا حيلة لي فيها علي الاعتراض ,وكأن قهر بلادي يطاردني في كل مكان حتي الخيالات والأوهام

تفضلي ياعزيزتي كل أذان تحاول الاصغاء وان كنت لا أتوقع منك اي رحمه فمن بدء الحديث بتعليق الاخر بين جبلين لن يظفر منه في النهايه الا التمزيق

بدت مرتبكه وهي تحاول صياغة مايعتمل في نفسها ولا اعتقد ان رخ برومثيوس فكر قليلا قبل التهام كبده فهو عبد المأمور مثل عباد بلادي كلهم عباد للمأمورين ولم أر منهم حقا عبد لله

لكن يبدو ان انثاي رقيقه حقا فهي تنوي التحاور معي قبل نهش كبدي
ربما لتجبرني علي الاعتراف علي نهج محاكم التفتيش

فجأه صرخت نعم أريدك ان تعترفي
قلت في نفسي اذا فهي تقرأ مايعتمل بعقلي ايضا

هذا لايبدو مبشرا علي الاطلاق فأفكارنا وعقلنا الواعي والباطن يضم ادق ,أجمل , واحقر أسرارنا أيضا ,تلك التي ان ظهرت للعيان ربما ماتعايشنا كبشر معا في جماعات وفضلنا الفرار من بعض الي الغابات فستكون أرحم بنا علينا منا

تمالكت نفسي ثم بصوت فيه من السخريه أكثر مافيه من التهذيب رددت : بأي شئ تريديني أعترف وماهي جريمتي لتعلقيني بين جبلين شاهقي الارتفاع كالذبيحه منتظره موتي في كل دقيقه
صرخت ثانيا : من فينا التي تموت كل دقيقه بل من فينا كانت الذبيحه , هل لمجرد انك جربت ثوب الضحايا مره تعتقدين انك منهم
توجهت اليها بردي : وهل هذا يعني انك منهم ,ممن تتبعت خطي عبيد بلادي ما أن يتخلصوا من ذلهم ويخلعوا ثوب الضحايا حتي يستعبدوا غيرهم فالطغيان سلم لانهايه له ودرجه واحده أعلي تمنحك الحق في سحق من تحتك

لا لست كذلك تقول بصوت مخنوق وهي تدافع عن نفسها
أنا لا أريد استعباد أحد
ولا أحب الطغيان
أنا فقط ابحث عن حقي في الحياه
حقي في الظهور
كم من مره كبتيني داخلك ,وضيعتي علي حق التعبير عن نفسي
انتي أسوأ الطغاه طره , كم مره ألححت عليكي ان أخرج أن اتنفس هواء الحريه أن أستمتع بملمس أوراق مخمليه أن أسقط كالدمعه من فوهة قلم حبر نادر لأسطر تاريخي ,احزاني ,كل أحلامي الورديه والغير ورديه

لم تثر في لهجتها المستطعفه الا قدرا هائلا من الغضب فصرخت أنا هذه المره
ومن أضمنك أيتها الحمقاء ان هناك من يريد أن يراكي
من اقنعك أنك تساوي حتي ثمن هذا الورق الذي ستتساقطين كالغاويه فوقه
من قال لك ان الحبر سيذوب داخلك ليصهرك بعشقه ثم يكتبك بحممه السائله ليشكل تبعثرك الكوني في نظم تقراه العيون
من قال أن لكي صبغه تاخذ بمجامع العقول او ان لكي هدف يحشد من ورائه الحشود
من جعلك تظني انكي لمجرد انك أفكارا , مجرد أفكار فمن حقك أن تختبري العقول
فربما كان مقامك هو مكب النفايات العقلي الي ان تاتي من هن يستحققن الخلود أكثر منك
بل ألم تتساءلي يوما هل أحبك ؟أم اعتبرتي لمجرد انك أفكاري اني سأكون مدلهه في حبك

أتعرفين كم ليله سهرت اتعذب بسببك
أتعرفين عدد اللحظات التي مرت علي وأنا أشكك في كل شئ بسبب همسك المجنون
لقد كنتي كالسرطان, تلتهمي كل يوم مساحه من عالمي الواعي ,تفرضي علي قوانين عالمك الخيالي ,لأعيش فيه كالمنفيه أحزن علي هيباتيا وأحمل ذنب مقتل مليكه وأتعذب مع هيثكليف

في عالمي الافكار ملعونه ولقد لعنتيني معك ووسمتيني بلعنتك التي يبدو انه لاسبيل منها الي الخلاص
وحتي في قبري سترافقينني فلا مهرب منك الا الي غيرك

كان يجب أن أتخلص منك طعاما علي مائدة الجهل في بلادي او قربانا في مذابح العقل التي تقام كل يوم في الوادي
الا اني تركتك حتي توحشتي, تجسدتي خارجي ,تمردتي علي وانا خالقتك
ثم لم تكتفين بهذا فاذا بك تريدين تمزيق كبدي ليل نهار صباحا ومساء

أيتها الحمقاء أنا لست بروميثيوس
أيتها الحمقاء انا لم اسرق نارا للبشريه أنا لم أكن يوما بطلا في روايه ولا نبراسا ينير طريق الانسانيه
أنا انسان حاولت أن أصنع شئ وحين فشلت أتخذت لي هواية وكنت انتي هوايتي الأولي والأخيره ثم صرتي لعنتي الابديه

أنا لست بالحمقاء , لست بالحمقاء
تقابل هي كلماتي اللاهبه بصياح شق عباب السماء التي وكأننا لمسنا فوهتها العلويه , تستمر في الصياح وهي تنقض علي
وبرغمي اغمضت عيني وأنا أتخيل ان هذه هي النهايه , نهايه أسطوريه لاتماثل حياتي البائسه العاديه
هيئت نفسي ولم أنس أن اتلو شهادتي وأنا أتخيل ماذا سأقول لخالقي حين أقف بين يديه ,أنا لم أمت شهيده ,أنا لم أمت مناضله ,أنا فقط دكتور فرانكنشتاين صنع الوحش ليكون رمزا للكمال فصار عنوانا للوحشيه
لا لقد صار عنوانا للابديه , عنوانا للموت وأول ضحاياه كان خالقه كان أنا
أفكاري وحشي الجميل ,القبيح ,الساحر برغم كل شئ قتلني
غرقت في هذه التخيلات وانا انتظر دنو النهايه
انتظرت وانتظرت كحالي في كل شئ
لكن لم يسفر انتظار هذه المره عن أي شئ

فتحت عيني بالتدريج لأجد أنثاي الضخمه تسد علي أفقي ورؤيتي وتغرقني في ظلالها الرماديه و السحب المعبئه بالغيوم تتهادي حولنا
وهي مستمره في صياحها أنا لست بالحمقاء
مكرره مطالبها
أنا اطالب فقط بحقي في الحياه
بحقي أن اكون شيئا ,بحقي أن أظهر لا أن أظل مدفونه في ثنايا عقلك المريض الذي يحتفظ بما أنجب وكانه بخيل لايريد لأحد رؤية نقوده
نحن لم نخلق للتواري عن الابصار نحن خلقنا للنور
وانتي منعتينا حقنا في الظهور

علي الرغم من الاحساس القاهر بالعبثيه الذي رادوني في هذه اللحظه
الا ان الاخلاص والألم الكامن بين ثنايا الكلمات استطاعا ان يزحزاني عن برودي اللامتناهي

وأخذني التفكير في عدالة هذه المطالب
هل هي مظلومه حقا لاني منعتها الحياه كما تدعي
من أين تاتينا القدره علي ان نعتبر أنفسنا مستحقي الحياه
ومن يقرر هذا الاستحقاق
واذا اعتبرنا اننا نستحق الحياه لاننا خلقنا فهل تستحق الحياه أن نكون فيها
لم لايكون نيتشه محقا حين أعتبر ان المتميز فقط من يستحق الحياه
اذا كنا لاعتبارات كثيره دينيه وأخلاقيه وحضاريه لانستطيع تنفيذ هذا علي حيوات البشر فلمذا نسمح للأفكار بمساواة أنفسها بنا

ولكن
لكن هناك من يعتقدون انهم هم أفكارهم وأفكارهم هم
هم صنيعة أفكارهم وأفكارهم أغلي مقدساتهم وهؤلاء القضاء عليهم لايستلزم أفكار نيتشه عن الصراع والبقاء للأقوي والانسان السوبر وانما يكفي فقط خنق هذه الافكار حتي نجدهم فقدوا كل معاني الحياه فقلوبهم معلقه بخيط لازوردي الي نبض هذه الافكار

ربما أنا منهم ولا أدري هذا عن نفسي
كنت أعلم دوما ان مأساتي هي أفكاري
أنا البطل بلابطوله , دون كيشوت الذي يحارب طواحين الهواء

مأساته هي عقله
ربما لو رضيت عنه لجنبت نفسي هذه النظرات اللائمه التي يوجهها الي فرانكنشتاين المجنح الذي خلقته
الا اني لا اطيق الراضين عن أنفسهم
هؤلاء المعتقدين انهم شيئا لمجرد انهم موجودين فنظريتي تنص أن العدم نفسه يشتهي الوجود فلايوجد من يستطيع مقاومة الظهور علي مسرح الحياه ولكن لم يجب علي المسرح احتمال أنصاف الممثلين

ويبدو أن هواجسي السوداويه قد بلغت طائري الحزين
فوجدت في عيني أنثاي نظره أحاول أن أصفها لكن ليس لدي من الاحتراف الأدبي لهذا , فهذه مقدره لم تؤتي الا لشاعر
ربما لم أستطيع وصف هذه النظره لكن بالتأكيد لن أعدم البوح عما فعلته بي, لقد أثارت في نفسي كل مخاوف فقدان الذات, فمن القاسي أن تري نظرة ضياع في أعين صارمه , فعواء القط الجريح لايهز النفس كعجز الاسد المتقاعد عن القتال
انهيار القوه وتحطم الشموخ يثيران في النفس الرثاء والخوف
من المبكي أن تكون نظرتنا المحقره للأخر سبب في فقدانه بوصلة نفسه , حينها ندرك انه لو كنا أكثر عطفا ربما لم نكن نتذوق لذة الظفر المنتشيه لكن بالتأكيد لم نكن سنشعر انا انتهكنا ميثاقا انسانيا غير مكتوب وعهدا يفهم الا انه
غير مقروء

لكن علي الرغم من كونها أفكاري فقد كان المتوقع ان أكون أكثر عطفا لكن من قال اني أفكر كباقي الناس , لو كانت أفكار غيري لكنت أحترمتها احترامي للانسانيه , وعطفت عليها عطفي علي الضعيف
الا انها مني وقد أذتني كثيرا ,ولا أعلم ان كنت أستطيع التصالح معها أم لا فأنا أختلف عن هؤلاء المغرمين بذواتهم لمجرد انها تنتمي اليهم لدرجة ان بعضهم يعيش في منفي من المساحات التي يرسمونها لأنفسهم ومن الصور الكامله التي يصنعونها لما يحبوا أن يكونوا عليه

فأنا سجنت أفكاري حين نظرت لما أنا عليه بالفعل
وهي حاكمتني حين وجدت ان لاذنب لها فيما وصلت اليه

فمن منا المخطأ ومن المصيب
انا أعتبرتها نواتي التي تحوي سري وتصنعني, ومرأتي التي أري بها نفسي لكنها لم تحفظ لي سرا ولم تريحني عند النظر اليها

أغرق في فلسفتي الخاصه وحين أغرق أجتهد في الغرق فلا ألحظ أي شئ الا اللألئ التي أتمني خلقها وليس فقط اكتشافها
ومابين الخلق والاكتشاف مسافات من عذاب الابداع وألم التوالد , وارهاق المخاض الفكري

غرقت حينا فلم ألحظ تبدل السموات حولي واختفاء الجبال
غرقت فلم ألحظ غياب الطائر لتحل بدلا منه سيده عجوز حين نظرت اليها وأنا في غرقي غير واعيه أخذتني عيناها , أفاقتني من سباتي أشعرتني اني أعرفها من قبل
تلفت حولي في اندهاش فلم أجد الا صحراء قاحله فقط حولي, لاشجر ولا نخيل ولا بئر ماء
فقط هذه العجوز تنظر لي باشفاق , رثاء ولمعة عينيها فيها الكثير من الاستجداء

هالني التحول
أهذا ما ألت اليه أفكاري بعد سنين الرفض ومحاولات التمرد الفاشله , أهذا ما ألت اليه بعد محاكمه خاسره لم أنتصر فيها ولم تري هي لا طريق الوضوح ولا سكة الفناء

هذا ماسنتحول اليه
سنتحلل تدريجيا ونحن علي قيدالحياه

فقط لنتذكر ان هناك أميال لم نقطعها ومسافات طويله لم نخضها وليالي كثيره لم نزرها والغابه موحشه والصحراء قاحله وزادنا قليل ونحن نتظر النومة الابديه
وسنفترش الارض الموحله تتكسر تحتنا الأوراق الصفراء المغضنه الفاقده طريق الحياه , ولن نجد مانلتحف به الا أوراق الاشجار الصغيره الفتيه لتتمثل لنا دورة الحياه
في الموت والحياه بين الاصفر المتغضن والاخضر الفتي

حاولت أن أتفاهم مع العجوز وقد رأيت فيها نفسي بعد بضع سنين

ارعبني شيبها ,حثثت نفسي علي الاسراع فالشيب قطار يدهس العمر بلا رحمه ولا ابطاء ولا مراعاة لعصور الشباب الملونه , فالأرض خلقت رماديه وستعود رماديه

انطلقت في شرح معضلتي البيزنطيه
وهي بالفعل بيزنطيه تتمركز حول الرقم 5رمز النصف والتوسطن في ذهني
مشكلتي مع رقم 5أزليه
وكل مايحيط برقم 5من أرقام
ذاك الرقم اللعين مابين الصفر والعشره
فأنالا احب الخمسه وأمقت السته وبالتاكيد اكفر بالسبعه والعن الثمانيه واهجر التسعه واتغزل في العشره اما هو و اما أن أهوي في دائرة الصفر ليكتبني نقطه مجهوله في خط الابديه اللانهائي

لا اعلم كيف يحتمل البعض ان يعيشوا حياه لمجرد انها حياه نصف ,وسط ,بلاملامح ولا أثر أي شئ المهم ان يطلق عليه حياه
وانا علي استعداد ان افني عمري حتي اصل لوهج الحياه
ومابين الألف واللام أميال وأميال من الابتسامات والدموع وقصص الغوايه وأسوار الحصون
مابين الاف واللام مائة الف طرواده ومائتي الف ماسادا و300000خيبر وملايين من حصون ماقبل التاريخ ومابعد التاريخ

مشكلتي ياساده هي
النصفيه
المنتصف
الوسطيه
هذه هي مشكلتي اللامحلوله واللامنطقيه لكنها أزليه

هزت رأسها بغير فهم وهذا متوقع فلن أنتظر منها أن تفهم مفردات أدينها بها وربما كانت تسمعها من قبل وتظن انها خيرا لي , ففي زمن ريادة الوسط من يستطيع أن يدين الوسطيه

أستطرد في الشرح في صبر ثقيل علي روحي أستطرد وانا أحاول افهامها لماذا أدينها :
لم ميزتني ببصيره زادت من حدة رؤيتي الا انها لم تساعدني علي اختراق الحجب
هتفت بانزعاج ساذج :ولا يخترق الحجب الا الله فهل تبغين الألوهيه

أكمل بصبر متزايد دون التوقف عند ملاحظتها الغبيه فهذه عجوز لم تعد تفرق بين الحجب الالهيه والحواجز الانسانيه:
لم فرضتي علي مسافات طويله أتطلعها لأعلي لأري من هم أفضل , لأسحر بشرارة الابداع اللامعه من بعيد وانا قابعه في منتصف السلم لا أستطيع اليها صعودا ولا خبرت طريق النزولا
ترد بدفاع أحمق : يكفيكي انك صعدتي السلم يوما

أتجاهل تمتمتها التقليديه فهي فقدت معني العلو وأسطورة النقيضين اما القمه واما الهاويه
لم تركتيني ابكي الشمس سنينا طوالا وأنا أري دمها يخضب البحر الظالم ,لم تركتيني أبكي وداعا اليما وفراقا حزينا وانتي تعلمين انها لاراحله ولا شهيده هي فقط غادره تبتسم هنا وهناك ككل البشر
لم تركتيني أراها قديسه وهي مثلها مثل باقي البشر

نظرت لعيني مشفقه لم أكن أريدك أن تعلمي النفاق مبكرا فربما هذه الدموع ما جعلت قلبك ثائرا

رددت بعنف رافضه احسان شفقتها :لايجب للدموع أن تنزل علي من لايستحق فالدمعه التي تذهب لايمكن أن تعود ولو أعطيناها بحار الارض قربانا


ثم فقدت السيطره علي لجام صبري الي غير رجعه فأندفعت مني الاتهامات تباعا بلاشفقه ولا حتي انتظار للكلمات التبرير:

لم هيئتي لي رؤية الجمال وانتي تعلمين اني لن أستطع ابداعه
لم مهدتي لي طرق الذكاء وانتي تعلمين اني سأكتفي منه بفغر فاهي انبهار
لم متعتني برؤية الحياه بهذه العقليه وانتي تعلمين انها تمر كشريط سريع وأنا مازلت علي الشاطئ أخشي مد أقدامي في مياهها
وقد حملت بداخلي كل مخاوف الانسان وغير الانسان الكامنه الجمعيه
أخاف الغرق
وأخشي الفشل
وأتجنب الدوامات القدريه
ثم في النهايه
عند النهايه نجد أنفسنا نادمين علي كل شئ امتلكناه وضاع أوحتي الذي لم نتمتلكه واشتهينا يوما صنعه

تركتني هي في مرارتي أرغي وأزبد ثم ردت بهدوء قاتل يميز من فقد الامل في أن يكون شيئا واكتفي بالنظر للحياه خارج نطاق النقد وترك الاثر:
و هل ما أنتي فيه مشكلتي أنا أم مشكلتك انتي

أصمت قليلا ثم أواجهها بهدوء شرس يميز من يريد كل شئ ولايسمح لأي كائن بالوقوف في طريقه:
اذا فالأن تتخلين عني بعد كل محاكماتك العبثيه , اذا لما حاولتي من قبل وادعيتي التمرد اذا كنتي سترفعين راية التسليم عند أول صدام

أفاجأ بها تهاجمني بعنف قائله : أنا لم أتخلي عن أحد انتي فقط كالطفل المشاكس يريد كل شئ في غرفته الزاهيه فلايكتفي من الجمع ولايمل من الشكوي

وماذنبنا نحن في عقدك من المنتصف والوسطيه فما نحن الا نتاج عقلك المكدود هذا نحن لانصنعك بل انتي تشكليننا ومانحن الا مخلوقات ضعيفه بين يديك
انتي كالنحات الذي يظل عمره ينحت تمثال ثم يلقيه بعد هذا في الخرائب البابليه لانه لم يكن علي المستوي المرجو والمطلوب
ومالنا نحن بهذا حتي نتعذب معك ونعاني الهدم والقتل والنفي
نحن عرفنا معني المنفي والاحتقار ربما منذ قدم التاريخ حين طرأت لأدم فكرة الخطيئه الاولي كنا نحن المتهم الاول
نحن الضحيه وأنتي القاضي والجلاد فلايوجد انسان يريد محاكمة نفسه وروحه وانما تكون الافكار هي اول من يوضع في قائمة الاتهام

أفكر حينا في الكلام اذا فهذه العجوز مازالت تملك القدره علي الدفاع , لم أستطع قتل كل مقاومتهاوارغامها علي تسليم مدنها والاعتراف بخطاياها علي الرغم مما مارسته عليها من الاعيب نفسيه
اذا فهي تلقي باللائمه علي وتدفعني لمواجهة روحي ونفسي

تجبرني لحل معضله حيرت جميع الفلاسفه لسنين ضوئيه ولم يقدر عليها الا الانبياء والاديان السماويه
هل البيضه تأتي اولا ام الدجاجه وان كانت البيضه الاولي فمن أين أتت وان كانت الدجاجه الاولي فمن أين اتت بدون بيضه
ربما أفهم قصة الخلق الاصليه من تعاليم الدين
لكني كيف افهم قصة خلقي لهذه التي تدينني وانا بدون كتب مقدسه وخاليه من التعاليم

من أين جاءت هذه الافكار ولم غضبت عليها هذا الغضب

هل انا قاسيه او لعلي أكون ساذجه بحيث أرسم لوحه لنهر ثم أطلب منه أن يمدني بالماء في هجير الصحراء
هل أنا التي أنحت جسد مقاتل ثم أطلب منه أن يهب للدفاع عني وقت أن تعمل في سيوف أعدائي
ومادمت لم أستطع نفخ الروح فيها فلماذا تحاسبني علي حرمانها من الحياه

أنا أعرض عليها الانفصال بلاثمن فلتذهب كظل ترك صاحبه خرج هائما علي وجهه فأنا وهي تضاد بلا التماس ,هي برود تناقض لهيب الشمس داخلي ,وسيكولوجية قائمه علي الانعكاس

أنا أعرض عليها التحرر واسلمها مفاتيح مدينتها ولتذهب حره بلا سفك دماء ولامعاهدات سلام فلتذهب هي من الطلقاء

فماذا سأفعل بمن قسمني اثنين :روح تتمني لو تصاول الجبال خارجه علي قوانين الكون متمرده علي تعاليم الفيزياء والكيمياء والاحياء ممزقه كل كتب الطبيعه الي اثنين مثلما تمزقت أنا
وأفكار راضيه حتي مل منها الرضا ولفظها علي أبواب معابد الراضين حتي داستها أقدام المتمردين

ماذا سافعل بهذه الافكار وانا أري النجوم في مكانها لم تفلح محاولات الوقوف علي أطراف الاصابع -التي أقنعتني أفكاري العزيزه بها من قبل - في كسب رهان عقدته وانا في زمن من أزمنة الطفوله أن مشكلة النجوم هي فقط انها بعيده ومهما حاول اخي اقناعي انها ليست بعيده وكفي وانما كبيره وبعيده
وهي صغيره لانها بعيده بينما أعاند انا كالثور الذي يصمم نطح رأسه في جبل العادي والطبيعي والمستحيلات

ماذا افعل بعد أن كانت النجوم في يدي والفاصل بيننا فقط كان مسألة وقت فاذا بي أجد نفسي متجرده من كل الاحلام ومنفيه خارج وطني , خارج مربع سرقته عنوة من الحياه حفظت فيه صناديق أمال انتظرتها لتنضج فاذا بها تطير وتكبر وتطير وتكبر ثم تطير وتصغر وتطير وتصغر حتي تصبح
في بعد النجوم ولمعان النجوم وغواية النجوم

وكأنها قرأت مابداخلي وهذا ليس بالمستبعد فمازلت لم ألفظها ومازالت جزء مني :كان هذا خطأك فماذا ستفعلين بقناعة نيل النجوم فلم تكوني ستطالينها ولو حتي بلغتي عنان السماء
ثم تستطرد باسمه :لعمري كنت أتعجب دوما من شغفك بالنجوم وكل الناس تغازل القمر

شردت مفكره وقد أهمتني الملاحظه : بالفعل لم يستهويني يوما القمر كان قريبا وكبيرا بما يكفي لأزهد فيه أما النجوم فقد جهزت خيطي لأسرجها فيه عقدا يبارك عندي الامل
أما الان فلا نجوم ولا أمل ولا قمر

أعتذر :تقولها هامسه في وجيب منكسر

لايهمني الاعتذار فمنذ اكتشفتت خديعتك لي عن أوروبا اعلم انه فات زمان الاعتذار
مثلما غوي زيوس أوروبا غويتيني انتي بأوروبا بنفس حيلة النجوم لو ترتفعي قليلا عن الارض للمستي النجوم ولصافحتي أوروبا علي شاطئ البحر

يبدو انها لم تستطع منع نفسها من الابتسام وهي تعقب وكأنها تحدث طفلا شقيا وماذا كان بيدي كنت صغيره مثلك تماما أعتقدت اني ببعض الطول سأري برج بيزا علي الضفه الاخري من البحر

أرد بتهكم قطعا كالعاده ليس بيدك شئ
انتي تكتفين بالظن لكني انا وحدي أدفع ثمن الظن أنا من شببت علي قدمي مرارا حانقه علي قصر قامتي , ناقمه علي جسدي الصغير
أنا وحدي لوثت أصابعي الصغيره علي الرمال وانا اكاد احترق بلهفة الانتظار

لكن
ماذا حدث لم أر أوروبا ولن أراها
فقط أجدني أزداد طولا وارتفاعا وتزدادي انتي قصرا وانكماشا كسيده عجوز تنتظر الموت فلم يبق منها غير وجه متغضن ونفس قصير , نسيتي التحدي وضليتي طريق البرج المائل وضعف بصرك عن رؤية النجوم

مشت معي قليلا وقد بدا اليأس الكامل في محياها
يأس كائن فقد معني وجوده
وبدا لي انها تبحث عن طريقه شريفه للفناء

وبعد وصله من الصمت المسموع , السكوت ذو الرنين
أجدها تقول بصوت بارد خالي من الحياه : لا أعرف لم تلح علي صورة العجوز التي فضلت الحرق مع كتبها علي أن تعيش بدونهم في رواية فهرنهايت 451

أقلقتني لهجتها وهذا في حد ذاته غريب فمنذ قليل كنت أود التخلص منها والان أجدني قلقه من حديث الموت هذا
لكني لم أرد
تركتها تستطرد : بما اني جزء "سابق"منك فأعلم انك تحبين هذا المشهد ,الموت بشرف عن الحياه بلا احترام ,بلا معني وبلا أشيائنا التي نحبها ووضعنا فيها أجزاء من أرواحنا ,خاصة الاوراق التي تصفر كما نشيب
وتتجعد كما نتغضن

انتي تحبين هذا المشهد وأنا بحبك له أحبه

أهمس في نفسي مابال هذا الذي تقوله هاتيك العجوز
نعم أحب هذا المشهد لكنه بمقدار مايؤلمني هو يثير غيظي ,حقدي ويزيد من شعوري بالاغتراب ,المنفي والضأله
فهناك انسان فضل الموت مع كتبه علي العيش مع بشر
فهل سيكون يوما لدي كلمات يتمني أحد الموت في أحضانها عن العيش بدونها
هذا السؤال , هذا الهاجس المؤرق الذي مايفتأ يؤرق عيشي ,هو سر بلائي
بل هل سأصنع كلمات ترسم أثرا في مجري الزمن وطريق يغير مسار التاريخ فلايصبح بعدها كما قبلها
حتي وهي تفكر بالموت هذه الأفكار , هذه العجوز لا تنسي أن توجعني وتذكرني بعذابي

ومابين غيظي منها وقلقي عليها وكبريائي الذي يمنعني من ابداء هذا القلق وغضبي الذي يمنعني من كبح زمام غيظي
أجدني أصبت بحاله من الشلل وأنا أجدها تسير مبتعده
مبتعده أكثر فأكثر
مبتعده
وأنا أتابعها بعين قلبي
تبتعد حتي تصير ككل شئ ابتعد صغر وصغر الا انها لم ترحل كباقي الراحلين الي السماء وانما القت نفسها مبتسمه في دائرة لهب برزت فجاه من باطن الصحراء فيها كتب لاتحصي ولا تعد
كتب
تحكي حكاية بشريه تعادي الافكار أو تطمح مثلي للمجهول الذي لن يوجد أبدا فحرقت المعطي الذي لن يعود قط
ثم اختفت العجوز بالدائره باللهب بالكتب بكل شئ
ووقفت أنا تحفني الصحراء الأفريقيه المتوحشه كماهي أحبها ,أخشاها ,أحلم بها
انتظر جيادا سوداءا لم تخلق بعد , أفكارا لم تنسج من قبل , جبال لم يعرفها أحد وب حار مازالت بكر
أنتظر وأنتظر
وقد توقف بي الزمن
وقد ترفعت عن الموجود لمجرد انه وارد الخلق وانتظر المجهول وأنا لا اعلم من سيأتي به
واذا أتي به غيري سأترفع عنه
ولا اعلم بماذا سأتي أنا
لكني انتظر نواتي وسري
وانتظر