الزمن : القرن الخامس عشر الميلادي بالتحديد سنة 1452
المكان: مدينة بيزنطه في الدوله الرومانيه الشرقيه- الامبراطوريه البيزنطيه
رجل دين مسيحي يسرع في خطواته من أجل اللحاق بمجلس منعقد يؤمه أهم رجال الدوله والدين لمناقشة أمر خطير جدا توقفت أمور الدوله كلها لأجله
موضوع مرعب
فظيع
هو
تحديد جنس الملائكه ذكور أم اناث
هتستغربوا
ده اللي حصل بالفعل
أهل البلد كلها ومفكريها ومثقفيها ورجال دينها يتناقشون في هذا الامر
وياليتهم اكتفوا بالنقاش لقد وصل الامر الي شجار حاد انقسم علي اثره المواطنين والمفكرين والفلاسفه الي قسمين متناحرين يتبادلون الشتائم ويكرهوا بعض كالجحيم
قد
يكون هذا مقبول وطبيعي اذا كانت الدوله حينها قويه مرفهه فنعطي حينها عذر لاهلها
ونبرر لما يفعلونه بالفراغ وعدم وجود قضيه هامه في حياتهم
اما
ان يكونوا علي هذه الحال وجيوش محمد الفاتح ترابط علي أسوار مدينتهم ثوطئه لفتحها
فهذا يدخل في نطاق العبث والتخلف والاستهتاروأصبحت كلمة الجدل البيزنطي تطلق علي الكلام الفارغ الذي يأتي في غير وقتهعلي الصراعات الوهميه التي يفتعلها البعض ويكسبها أهميه زائفه
بعدها بعدة بقرون
الزمان:القرن الحادي والعشرين بالتحديد سنة 2008ولو ان ما سأذكره لا حقا موجود قبل
هذه السنه بسنيييييييييييييييييييييييين عديده
المكان :علي النت في التليفزيون في الشارع علي القهوه في البيت في أي مكان
تذهب اليه المهم أن يكون هذا المكان في دوله عربيه أو اسلاميه والعرب أكثر قليلا حيث انهم يتميزون بمخزون وافر من الكلام والصوت العالي يستطيعون أن ينافسوا فيه في موسوعة جينيس وطبعا المركز الاول محجوز لهم بلا منافس
افتح التليفزيون علي قناه اخباريه شهيره جدا في وقت برنامج شهير من برامج القناه وشاهد كم التخلف الحضاري والفكري والذي يعبر عنه أسلوب النقاش الدائر في البرنامج والذي يصل الي حد السب والقذف بأبشع الالفاظ التي لا تقال ابدا علي الملأ ولا في الخفاء عند اي انسان محترم متحضر وأرجو أكثر أن تشاهد المذيع الظريف وهو جالس بالمنتصف بين الغريمين ليذكي روح العداوه بينهم أوبالمعني العامي يولع الحوار اكتر
ولا يهدأ له بال الا عندما يتحول الامر الي ساحة صراع للديكه ينسي كل منهم الهدف والفكره اللذان جاء من أجلهما و يمتلئ فكره فقط بالانتصار علي غريمه ويتحول الموضوع الي أمر شخصي الهدف الاساسي فيه الانتقام للنفس في جاهليه فكريه جديده
وفي شكل يوضح مدي الانحطاط الفكري الذي تعيش فيه هذه البلدان خاصة لو علمت
ان علي الاقل بلدين من هذه البلاد العربيه محتل والباقي علي وشك ان يلحق بما سبقوه وكثير من البلدان الاسلاميه تواجه نفس المصير
من يومين في مدونه شاب علي النت وفي عرض لموضوع أختلف معه فيه كثيرا ولكن كل انسان حر وخاصة ان الكثيرين تحدثوا معه بخصوص مواضيع مشابهه من قبل فاصبح الامر كالمسلسل الذي لا ينتهي واعتقد ان من يراه مخطئا يجب أن يعلم ان النصيحه لها طرق مختلفه ليس بالضروره الجدال الذي أثبت فشله ولكن لا حياة لمن تنادي
من يومين في مدونه شاب علي النت وفي عرض لموضوع أختلف معه فيه كثيرا ولكن كل انسان حر وخاصة ان الكثيرين تحدثوا معه بخصوص مواضيع مشابهه من قبل فاصبح الامر كالمسلسل الذي لا ينتهي واعتقد ان من يراه مخطئا يجب أن يعلم ان النصيحه لها طرق مختلفه ليس بالضروره الجدال الذي أثبت فشله ولكن لا حياة لمن تنادي
المهم
ينشر الموضوع لتتحول المدونه لساحة حرب- شجار وجدال وتطاول حتي وصل الامر
انهم لولا كانوا علي النت لقاموا بتكسير الكراسي علي رؤوس بعضهم في مشهد خالد تراه دائما في افلام فريد شوقي عندما يدخل الي مقهي في بحري في اسكندريه وفجأه تجد الجميع قاموا لتكسير القهوه فوق رؤوس أصحابها
اريد أن أعرف ماذا استفاد أي من الفريقين مؤيد أو معارض من هذا الموضوع
هل صاحب المدونه تراجع عن رأيه
وهل استفاد شيئا عدا تحول مدونته لمقهي بلدي
وهل شعر من كانوا يريدون النصح انهم أدوا واجبهم
وهل النصيحه تكون بهذه الطريقه وخاصة واغلبهم يعلم ان الموضوع سيكون فيه كثير من الاحتقان
وهل من دخل أيد كلام المدون شعر انه بهذا فرض رأيه
كيف بالشجار
هناك مشكلة فكر في الدول العربيه والاسلاميه هناك مشكله كبيره نتعرض لها كلنا
أصبح الجميع في حالة تعصب واحتقان
لم يعد أحد يتناقش مع أحد ليستفيد منه أو يفيده انما فقط لينتصر عليه
انقرض الحوار الهادف تماما وحل بدل منه شجار وتخلف وعدم قدره علي التواصل مع الاخرين
احيانا تري شيوخ دين المفترض انهم يتناقشون وفي أمر جليل مثل امور الدين ومع ذلك يبدون وكأنهم يحاربون يتنازعون
مستحيل ان تكون هذه البشاعه ستؤدي الي شئ
الا
ان يكون مصير باقي الدول العربيه والاسلاميه التي لم تحتل بعد نفس المصير البيزنطي
ويبدو انهم لم يتعظوا بعد مما حدث في العراق وفلسطين وافغانستان و و و و و
بلاد كثيره سقطت وهم مازالوا يتناقشون في التوافه
وحتي الشئ الجاد يتحول الي شئ أحمق من طريقة المناقشه العقيمه
نقلا عن الاخ عبد الرحمن منصور
إن السجال الفكري مثل رياضة التنس... حيث المتعة هي في وجود لاعب آخر، يرد الكره بنديه
هذه الجمله قالها الاستاذ العبقري الراحل عبد الوهاب المسيري
جمله بالفعل لا تخرج الا ممن كانوا مثله
جمله تعبر عن الواجب الذي يجب ان يلتزمه المختلفون مع بعضهم
ولكن لا تجد هذا التحضر الان
ويبدو ان هذه الجمله معرضه لان تدفن مع جثمان الرجل الذي بقي لنا فكره ولكن لا احد يعمل به
نحن في أزمه هذه الخناقات والشجار والشتيمه والنيل من الاخرين والانشغال بالتوافه
مجرد شواهد علي أمه سقطت بالفعل وأهلها مازالوا في غيبوبه